بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:لا أنا ولا أي عراقي وطني يحب وطنه ويعتز بكرامته يقبل ببقاء قوات التحالف”قوات الإحتلال”ومن اي جنسيةٍ كانت.وهذا يتلائم مع الظروف العادية ووجود الحالة الوطنية وتوفر المشروع الوطني والوطنيين.ولكن بغياب الحالة الوطنية،وغياب المشروع الوطني، وتشرذم المجتمع بمعاول الطبقة السياسية ” الدينية والسياسية “الحاكمة،وقمع كل صوت وطني،ووجود طبقة سياسية بنسبة ٩٠٪منها تعمل لدول وجهات خارجية وتُدمّر بالعراق والمجتمع وبجميع مقومات الحياة ،وتنازلت عن السيادة وتقوم بتهريب ثروات الشعب إلى دول وجهات ومنظمات خارجي.هنا يختلف القرار وتختلف القناعات ويكون القرار الناجع هو (القبول بكافر عادل ورفض القبول بمسلم جائر وسارق وعميل وفاسد وغير وطن).ومثلما فعل الشيخ الطوسي عندما هرب إلى الحلة ” بابل”هو وتلاميذه من بطش هولاكو ،وعندما تبعه هولاكو ووجده في بابل قال له ( أترضى ياشيخ بحاكم كافر ولكنه عادل أم بحاكم مسلم ولكنه جائر وظالم؟) فقال له الشيخ الطوسي:اقبل بالأول.فقال له هولاكو اذن لك السلام والامان واستمر مع تلاميذك (فعندما غلّبَ الشيخ الطوسي المنطق فاز في الاختيار لا سيما وان هولاكو لم يبق للأبد)
ثانيا:السؤال المهم !
هل الذين ينشرون بيانات وشعارات انهم اتفقوا على خروج قوات الاحتلال وقوات التحالف من العراق .. هل هم صادقين بتلك البيانات والشعارات؟
الجواب:كلا .انهم غير صادقين ويتاجرون بالوطنية والشجاعة.ويتكلمون للاستهلاك المحلي.ومعظمهم يتوسلون بالاميركيين بالبقاء.ويزورون السفيرة الاميركية وسفارتها من الباب الخلفي.اما الذين يدعون شعارات طرد المحتل فهؤلاء لا يستحقون الرد بعد ان سقطت ورقة التوت وبانت عوراتهم .وبالتالي ان من يُصدّق بهذه الشعارات وتلك البيانات أما تابع لهم ويشاركهم لعبة الادعاء بالوطنية والرجولة، أو هو مغفّل.وإلا لا يوجد عراقي واحد يمتلك عقله ورأسه ويفكر بصدق بهؤلاء وبياناتهم وشعاراتهم وعنترياتهم!
ثالثا:أيعقل الساسة في الولايات المتحدة وحلفائهم لهذه الدرجة ساذجين واغبياء؟.ف كلفت الحرب ضد العراق الخزانة الأميركية ما لا يقل عن 2.89 تريليون دولار،أي ما يقرب من 26 ألف دولار لكل دافع ضرائب فدرالي أميركي حسب تقرير جامعة براون. هذا بالإضافة لضحايا وقتلى تخطى عددهم ربع مليون شخص أغلبهم من المدنيين العراقيين.ووفق جامعة براون في الفترة بين مارس/آذار 2003 ومارس/آذار 2023، فإن عدد قتلى الجيش الأميركي بلغ 4599 شخصا،أما قتلى موظفي البنتاغون المدنيين فبلغ 15 شخصا،وعدد القتلى من المتعاقدين الأميركيين فوصل إلى 3669 شخصا.
فهل كل هذا قدمته الولايات المتحدة حتى تعطي الحكم في العراق إلى مجموعة فاسدة و فاشلة وحاقدة على شعبها وعلى بلدها وعلى تاريخه وحضارته ،وتكره اجياله وتدمر بمستقبلهم ,والاهم خانت واشنطن نفسها؟
فلهذا ان الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لن يخرجو من العراق اطلاقاً وحتى وان استعلمت واشنطن السلاح النووي التكتيكي. فهي جاءت لكي تبقى!
رابعا:ثم هناك كذبة تمارسها الطبقة السياسية في العراق ومنذ فترة وهي (امتلاء العراق بقوات حلف الناتو وبطرق ناعمة وتدريجية)بحيث خاتمتها إعلان حلف الناتو فتح مكتب لوجستي له في الأردن (مكتب حلف الناتو )مهمته متابعة انتشاره السري في العراق، وكله بتنسيق مع واشنطن( فعلى من تضحك هذه الطبقة السياسية الفاقدة للمصداقية؟)
خامسا:فلنفرض ان الولايات المتحدة وقوات التحالف سوف تخرج من العراق في بداية سبتمبر/ايلول مثلما يشيعون .. فلمن يتركون العراق؟ هل سيتركونه لإيران أم لروسيا والصين أم للمليشيات ؟ فهل هناك عاقل يتخيل مجرد خيال ان الولايات المتحدة سوف تخرج وتقدم العراق على طبق من ذهب لاعدائها وهم ايران والمليشيات والصين وروسيا ؟ فهذا لن يحدث ولا حتى بالخيال .فكيف وان قوات الناتو قد تغلغلت في العراق هي الأخرى ؟
الخلاصة:
ما يشاع من بيانات وإدعاءات تنشرها وتوزعها الطبقة السياسية الحاكمة في العراق حوّل انسحاب قوات التحالف والولايات المتحدة اقل ما يقال عنه مثل ادعاءات (الرجل العنّين الذي يدعي انه نسونجي وبتاع ليالي حمراء .. وهو في الحقيقة فاقد لأي انتصاب)… فالجماعة يدعون المراجل ويتمنون ان يكونوا وطنيين ولكنهم لن يستطيعوا لانهم خلقوا ذيول وتابعين وعبيد وعملاء وبنسبة ٩٠٪ منهم !… وبالمناسبه ان خواتيم الانحراف والسطو على حكم العراق سينتهي قريبا من خلال مشروع( التصحيح في العراق ) وبقرار دولي وان هذه الطبقة ستحسد صدام حسين على محاكمته !. والتعميم لايجوز فهناك ٥٪ من الطبقة السياسية ناس لا يستحقون الاذى وحاولوا واجتهدوا بالعمل لبلدهم ولكنهم قمعوا وحوصروا من الفاسدين والطغاة والعملاء المهيمنين على الطبقة السياسية !
سمير عبيد
٢٣ تموز ٢٠٢٤
القادم بوست