بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لجأت أمريكا الآن إلى التلويح بالمثل العراقي القائل: (تريد أرنب اخذ أرنب. . تريد غزال اخذ أرنب)، ويُضرب هذا المثل للمتجبر القادر على فرض ارادته الشريرة على الضعيف العاجز في اي وقت وحيثما يشاء. .
فقد حذرت القيادة الأمريكية الوسطى من تنامي قوة الدواعش وتعاظم تسليحهم. وطالبت في بيان آخر ببقاء قواتها في العراق بذريعة التصدي للدواعش والحفاظ على امن واستقرار العراق. وكأنما قواعدها الحربية الفاعلة فوق الارض الأردنية (16 قاعدة) لا تكفيها، ولا تشبع رغباتها التوسعية. فجاءت بمشروع عودة الدواعش إلى كهوفهم وحاضناتهم القديمة في بلاد الرافدين من اجل ضمان تحقيق الأهداف التالية:-
- البقاء والتوسع لأطول مدة مطلوبة، تمهيدا للمطالبة بإنشاء قواعد جديدة شرق دجلة، وليست غرب الفرات. على مسافة قريبة من الحدود الإيرانية. ونترك لكم حرية البحث عن قواعدها البرية والجوية والبحرية المنتشرة في عموم بلدان الشرق الأوسط وفي حوض الخليج العربي، حتى جنكيز خان في أوج حملاته الهمجية لم تكن لديه مثل هذه القواعد البرية والبحرية والجوية. .
- مطاردة الفصائل العراقية المسلحة الداعمة لغزة، والمناوئة لجيوش الاحتلال. .
- ترحيل النفط والغاز العراقي إلى الأردن ومنها إلى مصر. .
- حظر التعاقد مع الصين ومنع الارتباط بمبادرة الحزام والطريق. .
- منع التنقيب عن النفط والغاز في السواحل والمسطحات البحرية العراقية. .
- استخدام ورقة الدواعش لمواصلة الضغط على الحكومة، آخذين بعين الاعتبار ان الولايات المتحدة هي التي تحتفظ بمفاتيح التحكم بالدواعش، وهي التي لديها السيطرة الميدانية على تحركاتهم. وهنا لابد من التذكير بتصريحات دونالد ترامب التي اتهم فيها أوباما وهيلاري كلنتون بصناعة الدواعش وتدريبهم وتجهيزهم بالسلاح، وتوجيههم للقتال ضد المدنيين في العراق وسوريا وليبيا والسودان، أي في البلدان التي تستهدفها امريكا، وتضعها تحت المطرقة. .
وقد فتحت امريكا أبواب المزايدات السياسية لمن يجرؤ على إذكاء نيران الحرب ضد ايران، والعودة بالعراق إلى عام 1980، وهو المنزلق الذي وقعنا فيه للمدة 1980 – 1988، وكانت حربا مهلكة بكل المقاييس. وهي التي تسببت بحرب الخليج الثانية، ثم أرغمتنا على خوض حرب الخليج الثالثة. .
وحتى لا نذهب بعيدا تذكروا دائما تلك الصيحة المبحوحة: (لقد غدر الغادرون – لقد غدر الغادرون) والتي كانت تعبّر عن حجم التوريط والخذلان. وتذكروا كيف تعرض 70% من تعداد الجيش العراقي للإبادة الشاملة في ليلة واحدة، هي ليلة الفتك العظيم أثناء انسحابهم العشوائي من الكويت. .
فالأحزاب العراقية التي تتعاطى خلسة افيون التطبيع لديها رغبة جامحة لافتعال حروب طويلة الأمد مع دول الجوار، ولا مانع لديها من إنشاء قواعد أمريكية جديدة شرق دجلة في مواقع قريبة من الحدود، وربما في البادية الجنوبية، وبخلاف ذلك فان الدواعش يقفون على الأبواب وسوف يتولى فيلق المشايخ المتأسلمة تجنيدهم بمسوغات وأعذار ومبررات يتعالى ضجيجها الآن فوق منصات التواصل. وتكاد تكون مسموعة في المناطق القريبة من حدودنا الغربية مع الأردن. .
ولتعلم الاحزاب العراقية منذ الان ان المتغطي باللحاف الأمريكي عريان عريان عريان. والله المستعان. .