بقلم: فالح حسون الدراجي ..
هل أنا حزين لخسارة منتخبنا الاولمبي امام المغرب؟
نعم أنا حزين بل وحزين جداً، لكن حزني لم يأت بسبب الخسارة فقط، فكرة القدم لعبة رياضية فيها الفوز والخسارة، وأعتقد بل اجزم ان ما من فريق كروي في العالم لم يذق طعم الخسارة المر ، بدءاً من منتخب البرازيل والأرجنتين مروراً بمنتخب المانيا وانگلترا، وليس انتهاءً بمنتخب طويريج !!
لكن حزني يأتي بسبب الهزيمة البائسة أولاً، وثانياًلأننا لعبنا كل شيء إلاٌ كرة القدم، فقد كان بيننا وبين فنون وأساسيات الكرة مسافة بعيدة، ليس بسبب الأداء المخزي الذي ظهر به المنتخب الاولمبي العراقي في مباراته أمام المغرب فحسب، بل وأمام الأرجنتين أيضاً، بل وحتى أمام فريق أوكرانيا الذي فزنا عليه بالحظ والصدفة
.. ولعل المؤلم في الأمر أن الفريق المغربي الذي مرغ سمعة الكرة العراقية
، وتلاعب بجميع خطوطنا، ليس هو بذلك الفريق العظيم قطعاً، إذ سبق له أن خسر قبل يومين أمام أوكرانيا، رغم أن الفريق الاوكراني لعب منقوصاً بعد طرد أحد لاعبيه في وقت مبكر .. ولعل الأمر الذي اوجعني وأوجع جميع العراقيين أن مدرب المنتخب راضي شنيشل سلم أمره إلى الله، مكتفياً بالدعاء والصلوات، دون أن يفعل شيئاً، وأنا لا ألوم شنيشل، فالرجل لايملك غير هذه الإمكانيات البسيطة، والمحدودة جداً، ولا يستطيع ( السيد ) أن يقدم أكثر مما هو لديه، بخاصة وإن فريقه يفتقد إلى العناصر الفنية المقتدرة، وتنقصه الكثير من الامكانات والمهارات.. باستثناء (البطل) علي جاسم، والهداف أيمن حسين، والمكافح يوسف الأمين، رغم أن شنيشل اخرجه دون سبب، لكني استطيع القول بضرس قاطع، أن بقية اللاعبين لا يستحقون تمثيل منتخب المحلة التي يسكنون فيها وليس منتخب العراق الاولمبي المشارك في أكبر تجمع أولمبي عالمي !!
لقد كان فريقنا ضائعاً تماماً، وخطوطنا مفككة، ودفاعنا بلا دفاع، بينما كان راضي شنيشل (يتفرج) على الكوميديا السوداء، ويقف مشلولاً أمام العرض المسرحي الهزيل الذي يقدمه لاعبوه أمام المغرب..
والمصيبة ليست في الخسارة، المصيبة تكمن في أن هذه المجموعة التي مثلتنا في اولمبياد باريس مسحت بخبيتها ومستواها، كل أمجاد الكرة العراقية، وتاريخ العراق الكروي اللامع، ذلك التاريخ الذي صنعه اولئك اللاعبون الأفذاذ.. لقد شعرت بالحزن الشديد وأنا اسمع تعليقات الشوالي، وشعرت بغصة موجعة وأنا أرى مستوانا المضحك، لقد كان مستوى فريقنا مؤلماً حقاً، ولولا محاولات علي جاسم المهارية لما بقي لنا باق في هذه اللعبة.. لقد كانت ( فضيحتنا) بجلاجل كما يقول الأخوة المصريون ..!
ولا أخفي عليكم فقد تمنيت لو لم نفز في التصفيات ونترشح لهذه الدورة المشؤومة..
وهنا أود التذكير بأني كتبت مقالاً افتتاحياً نشرته هنا في جريدة الحقيقة قبل شهور، وتحديداً في اليوم الثاني لترشحنا الى نهائيات الدورة الاولمبية، طالبت فيه بتغيير المدرب راضي شنيشل، لأن الرجل – الذي أكن له كل الاحترام- ذو امكانات تدريبية وفنية أقل بكثير مما يملكها مدربو الفرق المنافسة لنا في اولمبياد باريس، كما طالبت بتغيير عشرة لاعبين من التشكيلة التي فازت بالتصفيات، وجلب لاعبين آخرين يتوفرون على مهارات وامكانات افضل، والساحة العراقية غنية بالمواهب الشبابية المقتدرة، لكن كلامي ذهب ادراج الرياح، لأن الجميع فضل الذهاب إلى باريس والاستمتاع بأجواء عاصمة النور، وليأتي بعدها الطوفان، فالعراق وسمعة الكرة العراقية ليس أهم من اغتنام هذه الفرصة الذهبية التي قد لا تتكرر لاحقاً ..!