بقلم : هادي جلو مرعي ..
دائما ما أتوقع مستقبلا مشرقا لصنف الحمير في شؤون مختلفة. فالحمار أقرب كائن حيواني الى الإنسان، ويليه في مستوى الذكاء بعد أن أثبتت الدراسات إنه في المرتبة الثانية في مستوى الذكاء بعد الإنسان، مع إن السائد إنه أغبى المخلوقات الحيوانية، لكن تجربة بسيطة مررت بها مع حمار أثبتت إنه يمكن أن يتفوق على الإنسان..
في إحدى المرات، وكنت ضيفا على أهل قرية جنوب بغداد، وكنت أنتظر وصول أحدهم كان في المزرعة البعيدة ظهر لي حمار وهو محمل بنباتات الحقل التي تستخدم علفا لنظرائه من الأبقار والماعز والأغنام، وكان يسير على الطريق الزراعية، بينما لم يظهر صاحبه إلا بعد وقت ليس بالقصير، وإحتملت أن يكون هذا الحمار تعود الطريق بمجرد أن ذهب، وعاد في مسار بعينه الى الحقل، وقد يحتاج الإنسان الى كتب ومدارس ومعلمين ليصل الى مستوى من الأهلية ليسير لوحده في الحياة، وقد لايتعلم أبدا.
في الحياة ليس ممكنا أن تسير الأمور كما ينبغي، فهناك طريقة منظمة إعتمدها الرب لإدارة شؤون الكون.وقد نعجب حين نرى أغبياء كثرا يتحكمون في السياسة والمال والأعمال والقرار، وهذه الطريقة تتيح وقتا وفرصا للإنسان قد يستغلها بوحشية لإبادة أبناء جنسه، ويخرب حياتهم. فتنتشر الحروب، وتستنزف الثروات، وتكثر السجون والزنازين، ويحل الخراب والجوع والجفاف بسبب الحمير البشرية.. فالإنسان حين يتحكم بمصير أمة، أو شعب، ويحيل حياتهم الى جحيم فهو حتما لايستحق أن يوصف بالحمار على إعتبار إن الحمار غير ميسر له الحكم كحمار على هيئته المعروفة وإدراكه، لكن وفقا للسائد من توصيف فالحمير كثر، وهم فئات إجتماعية لديهم القدرة على التعود على ممارسات وسلوكيات تثير إعجاب المتحكمين والمتنفذين الذين يولونهم الأهمية، ويفسحون لهم فرصا أكبر ليكونوا في مراكز القرار والإدارة. مع أن لا أحد يمكن أن يعترف أنه حمار، أو يشابه الحمار، أو يسلك مسالك الحمير فلو إستطلعت رأي البشرية بمختلف المستويات الفكرية والنفسية والعلمية لوجدت أنهم يرون في أنفسهم متفوقين قادرين، ولديهم المهارات اللازمة والوعي الكامل، وعلى قاعدة إن الله حين وزع العقول رضي كل إنسان بعقله، وحين وزع الأرزاق إعتراض الجميع لأن كل واحد يرى أنه جدير بالمزيد من المال، فقد نال من العقل مايريد، وهو لايدري أن العقل ينمو ويتدرج ويدرك الأشياء بالتعلم والفهم والمراقبة.
كثير من الناس نعيش معهم ونعمل ونتواصل، ونكاد نستسلم لهم لأنهم يتحكمون، لكنهم حمير لاأكثر. فهم نتاج الفوضى دون أن ندعي الكمال، لكننا نخطيء ونصيب، وندعو أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب.. ففي العراق مثلا تعودنا في كل مجال أن نجد أشخاصا لايملكون القدرات يقتحمون ميادين ليست من شأنهم مادام أصحاب القرار نفعيين، ويريدون فقط الإستمرار في حكم الدول