بقلم: كمال فتاح حيدر ..
دعونا نتوقف قليلا ونراقب المشهد العربي من بعيد لنرى كيف انحرفت بوصلتنا نحو الانبطاح، وكيف جنحت سفننا نحو التآمر والتخاذل ؟. نريد ان نفهم فقط ما الذي يجري امام أعيننا ؟. وكيف تصهيّن الناس واصبحوا بهذا المستوى المتردي من التفاهة ؟. .
نتساءل أولاً عن سر الفرحة التي اثلجت صدور نظام العساكر في مصر باستشهاد قائد شهم قضى حياته في مواجهة العدو ؟. هل كان يخوض حروبه ضد مصر ؟. ثم لماذا سكتوا ولم ينبسوا ببنت شفة عند قراءتهم تغريدة الوزير الإسرائيلي (عميحاي إلياهو) التي يدعو فيها لشراء قمصان مطبوعة عليها خارطة إسرائيل الموسعة التي تشمل الضفة الغربية وغزة وسيناء المصرية. وعليها شعار (الاحتلال الآن). .
ونتساءل مرة ثانية عن أفراح الأعراب في المملكة وسعادتهم الغامرة باستشهاد هذا المجاهد الكبير ؟. هل كان يخوض حروبه ضدهم أم ضد اعداءهم ؟. وهل كان يحارب حكومة الرياض أم كان يحارب حكومة تل أبيب ؟. وهل اساء يوما إلى اهلنا في مكة والمدينة وجدة والدمام ونجد والحجاز ؟. لقد أدانت الحكومة السعودية الذين تسببوا بجرح شحمة إذن ترامب، ولم تُدن اغتيال الشهيد. مفارقة تاريخية وسياسية تبعث على الدهشة والاستغراب. .
نتساءل مرة ثالثة عن المشايخ التلموديين الذين دعوا للجهاد ضد سوريا، وتطوعوا بمئات الآلاف لتفجير انفسهم في العراق ؟. لماذا لا يدعون شبابهم الآن للجهاد في غزة ؟. أم أن الذين امروهم بتجنيد الناس للحرب في سوريا هم انفسهم الذين يؤيدون إسرائيل الآن ؟. والله لو ادرك الناس خداع هؤلاء لضربوا أنفسهم بالجزم والشباشيب. .
ونتساءل مرة رابعة، فنقول: لماذا ترفض الجامعة العربية الموميائية إستقبال خالد مشعل أو أحد قادة المقاومة في اجتماعاتها الرسمية، فيخطب بهم ويصفقون له مثلما صفق الكونغرس لخطاب نتنياهو ؟. .
ختاماً: تعالوا اسمعوا تصريحات العالم الكبير (نعوم تشومسكي) قبل وفاته، التي أكد فيها ان أمريكا تقود العالم من حرب إلى حرب، ومن خراب إلى خراب، وقارنوها مع تصريحات امام الحرم المكي (عبدالرحمن السديسي) الذي يقول للناس ان أمريكا تقود العالم إلى مرافئ السلام ؟. .