بقلم: كمال فتاح حيدر ..
مشكلتنا ليست في أننا من أمة ضحكت من جهلها الأمم. . مشكلتنا أن أمتنا لا ترى نفسها جاهلة أصلا، وتعتبر ضحك الأمم على جهلها مؤامرة. .
كنا منذ قرون منقسمين إلى فرقتين (سنة وشيعة). أو (شيعة وسنة). ولكل فرقة أئمتها وثوابتها. .
يرجع الشيعة إلى إمامهم جعفر الصادق بن محمد الباقر. ويرجع السنة إلى أئمتهم الأربعة: ابو حنيفة النعمان والشافعي والمالكي وأحمد بن حنبل. وكانت الاحكام والفتاوى تستند إلى رؤية هؤلاء الأئمة فقط. اما الفرق الصغيرة المبعثرة في المناطق النائية كالإباضية والزيدية والظاهريّة والإسماعيلية فكانت تستمد تعاليمها بطريقة غير مباشرة من اولئك الأئمة الكبار. .
ثم فوجئ العالم الإسلامي منذ بضعة سنوات بموجة كاسحة من الانقسامات الطائفية ظهرت في شتى بقاع الارض. موجة لم تخطر على البال. وصارت لدينا دفعات جديدة من الأئمة البدلاء، اشتركوا جميعهم في الاساءة للإسلام والمسلمين، وتحوّل دين التسامح والرحمة إلى دين التناحر والنقمة. .
حتى وصلنا إلى اليوم الذي لم نعد نسمع فيه اسماء الصادق والمالكي والشافعي والحنبلي والحنفي، اختفوا تماما، وظهر علينا الامام محمد أمان الجامي مؤسس الفرقة (الجامية)، والإمام ربيع المدخلي مؤسس الفرقة (المدخلية)، والامام محمود الصرخي (الصخرية)، والامام ياسر الحبيب الذي يخطط الآن لشراء ثلاث جزر أسكتلندية ليقيم عليها قلعة جديدة تشبه قلعة الموت التي بناها الحسن بن الصبّاح للحشاشين. وظهرت علينا دفعة اخرى مناوئة لاهلنا في غزة من انتاج الوحدة الموسادية رقم 8200 يتزعمها وجدي غنيم، ومحمد حسان، وهشام البيلي، وسالم الطويل. تركوا تقليد الأئمة الأربعة المشهود لهم بالخير والفضل وقلدوا من هو أدنى منهم علما وفهما وفيهم جهل كبير. ثم جاءونا بحديث نسبوه إلى خاتم الأنبياء والمرسلين: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله). .
اقسم بالله العلي العظيم لو اجتمعت الامم كلها لكي تكرّه الناس بالإسلام، وتقول انه دين ارهاب، ودين متشدد ومتطرف، يروّج للعنف والقوة لما وجدوا افضل من هذا الحديث، الذي يتناقض مع ابسط أهداف الإسلام. وهل يتفق هذا الكلام مع قوله تعالى: لا اكراه في الدين ؟. وهل يتفق مع قوله تعالى: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ؟. وهل يتفق مع قوله تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ؟. .
بكيت بحرقة ليلة امس عندما رأيت جحوش الصهيابنة يطردون الشيخ العجوز (عكرمة سعيد عبد الله صبري) خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، ويحرمونه من دخول المسجد بتأييد. من الأئمة الجدد في مصر والأردن من الذين اعلنوا إيمانهم بقدسية البنتاغون. .
كلمة اخيرة: عندما ادرك شياطين الارض أنهم لن يستطيعوا تضليل الشعوب العربية طلبوا الدعم من اصحاب المذاهب الموالية للصهيونية. .