بقلم : تيمور الشرهاني ..
تظهر الأجواء السياسية في العراق تحولات كبيرة تستدعي الانتباه، بيد أن التنافس الانتخابي المُرتقب يزداد حدة، حيث يتشكل مشهد مُعقّد يسبب قلقاً للكثير من المُراقبين. يُعد الرباعي الذهبي المؤلف من شخصيات سياسية رئيسية محوراً رئيسياً في هذا السياق رغم أن محمد شياع السوداني سيقود هذا الرباعي، وهو لاعب أساسي في الساحة السياسية العراقية. إذا استمر في قيادته، قد يصبح هذا الرباعي قوة مؤثرة جداً في تمرير أجندته السياسية.
ومن الواضح أن الوضع السياسي في العراق يعاني من عدم استقرار مستمر إثر التغيرات الداخلية والخارجية، حيث تواجه القوى السياسية تحديات متزايدة لخلق توازن بين المصالح المتباينة. هذه الديناميات تؤثر بشكل كبير على القرارات السياسية والاستراتيجية للبلاد. ومن هنا تُعتبر الانتخابات النيابية المقبلة فرصة حاسمة لإعادة تشكيل الخارطة السياسية، لهذا يبرز الرباعي الذهبي ككتلة قوية قد تغير معالم الصورة الكلية.
لا سيما أن الرباعي الذهبي يمثل جزءاً مهماً من التوازن السياسي في العراق، حيثُ يسعى لجَذب أصوات الناخبين من مُختلف الفئات لتشكيل كتلة سياسية بهذا الحجم. وبناءً على ذلك، يسهل تحقيق أهداف استراتيجية ويعزز من قوة التفاوض والتأثير المُحتمل للرباعي. ونتيجةً لهذا، قد يؤدي إلى تحولات جذرية في السياسات الداخلية والعلاقات الدولية. لذا يعتمد النجاح على قدرة الحزب على تحقيق التضامن بين أعضائه والتفاوض مع القوى الأخرى. في حال تم تحقيق ذلك، يمكن أن يكون له دور بارز في تحديد هوية الحكومة المقبلة.
في ذات الشأن، يبدو أن الدور الذي يلعبه السوداني في تعزيز الكتلة يرتبط بنجاح الرباعي الذهبي بشكل كبير برؤية السوداني القيادية. السوداني يستطيع بفضل خبراته السياسية المُتراكمة أن يجذب تأييد شرائح واسعة من المجتمع. إذا استمر في إدارة الأمور بحنكة، فإن فرصته في تعزيز الكتلة وتوسيع قاعدة التأييد تصبح أكبر لكونه يستفيد من التجارب السابقة ويمسك بزمام الأمور، ويسعى لتجاوز الأزمات، فدوره الحقيقي يتضح في القدرة على خلق توافق بين الأعضاء للحفاظ على تماسك الفريق.
أما في موضوعة تأثير تماسك الإطار التنسيقي على النتائج، فلا شك أن التحالف الرباعي الذهبي لا يعتمد نجاحه على مدى تماسك الإطار التنسيقي، فهو في معزل عنه إن صح التعبير. فإذا استطاعت القوى السياسية الأخرى الحفاظ على تماسكها، فإن ذلك سيشكل تحدياً أمام الرباعي الذهبي. وهذا التحدي قد يؤدي إلى صراع على الأصوات وتحسين الوضع لعناصر أخرى في الساحة. فكلما استمر التلاحم داخل الإطار التنسيقي، زادت فرصه في التحصين ضد التقدم الذي قد يحدثه الرباعي. فربما الوضع سيظل تحت الضغط ما لم يسد التوازن بين الأطراف المختلفة.
فضلاً عن ذلك، سيواجه السوداني وفريقه مجموعة من التحديات المثيرة للقلق، منها تعزيز التلاحم الداخلي وتجنب الانقسامات التي قد تؤدي إلى ضعف الكتلة. وارتباطاً بما سبق، يحتاج السوداني وفريقه إلى تطوير استراتيجيات للتواصل مع الناخبين وضمان استمرارية الدعم الشعبي. وأي اختلال يمكن أن يضعف قدرتهم على المنافسة في الساحة السياسية. فيجب عليهم أيضاً مواجهة المنافسين الذين يسعون لاختراق قاعدتهم الانتخابية.
في هذا الإطار، ينبغي على جميع الأطراف استشعار المخاطر وضرورة التعاون. وإن تفكك القوى السياسية سيؤدي حتماً إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار. فلا بد أن يكون هناك تواصل وبناء الثقة بين الفرقاء لضمان الاستقرار.