بقلم: كمال فتاح حيدر ..
يحكى أن النمر اختلف مع الحمار حول لون العشب. كان النمر متأكدا من لونه الاخضر، بينما يصر الحمار على انه ازرق يميل إلى السواد. ولما احتدم النقاش بينهما قررا الاحتكام عند الأسد. فحكم بأن الحمار على حق، وأصدر أمرا بمعاقبة النمر وحرمانه من الكلام لعام واحد. احتج النمر وسأل الاسد: هل تعتقد يا سيد الغابة ان العشب لونه أزرق ؟. قال الاسد: لا. . فقال النمر: إذا كانت هذه الحقيقة فلماذا ظلمتني ؟. . فقال له: لم اعاقبك بسبب لون العشب الذي هو أخضر بالطبع. لكنني عاقبتك لأنك سمحت لنفسك بالشجار مع اغبى الاغبياء حول حقيقة ثابتة لا تعترف بها قطعان الحمير والبغال. .
يبدو اننا اصبحنا على مسافة قريبة من تلقي العقوبات بسبب محاولاتنا المتكررة لإقناع (بسّام جرار ) بصحة الاخبار التي تتناولها وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في جميع ارجاء العالم، وبكل اللغات الحية، حول المعارك الضارية في غزة واليمن وجنوب لبنان، وحول الغارات الإسرائيلية ضد العراق وايران. والتي لا يصدقها المتمشيخ (بسّام جرار) رافضا الاعتراف بها. .
قبل قليل سمعته يمارس التضليل والتدليس لاقناع الناس بان ايران، ومعها المقاومة في لبنان، والمقاومة في اليمن، والمقاومة في العراق هم شركاء مع امريكا وإسرائيل للانتقام من اهل السنة والجماعة. في إصرار عجيب على ان العشب لونه ازرق ازرق. .
لا ادري كيف يفكر هذا الجرار رغم انه يقيم على مسافة قريبة من المداهمات الليلية التي أنتهكت الأعراف والشرائع، واستهدفت منازل الفلسطينيين في الضفة. لا يتكلم هذا الجرار أبدا عن المجازر في غزة. ولا يعترض على القواعد الأمريكية التي اتسعت وتكاثرت في الأردن، ولا يتكلم عن الأساطيل التي جاءت لنصرة اسرائيل، ولا عن الطائرات الأردنية والمصرية المدافعة عن تل ابيب. .
حتى الفضائيات العبرية التي يفهم (جرار) لغتها صارت تتحدث بكل صراحة عن طبيعة الصراع بين اليهود والمقاومة. .
معذرة. نحن مضطرين لاستبعاد المفردات الطائفية لهذا المدلس المفلس الذي يتهجم بكل وقاحة ضد (الشيعة) بشكل حصري بسبب وقوفهم مع اهلنا في غزة. ويتهمهم بالعمالة لإسرائيل وأمريكا، لكنه لا يجرؤ على انتقاد محمود عباس الذي اعلن انضمامه للخياليم. .
تساورني الشكوك الآن حول نوايا هذا الجرار، اغلب الظن انه من المرتبطين بالوحدة رقم 8200. أو بجهاز الموساد. لأنه من غير المعقول ان يصل به الغباء إلى قلب الحقائق بهذه الصورة المخزية. .
هل تذكرون كيف كان بعض المشايخ العملاء يحسدون المجاهد الكبير (عمر المختار)، وكيف كانوا ينظرون اليه ويتمنون موته، ويتآمروا عليه لصالح المحتل. وهم الان (وبكل وقاحة) يعلنون عن تفاهتهم، ويبررون تضامنهم مع معسكر الاعداء، وما بسّام جرار إلا نسخة حية من الشخصيات الكارتونية التي يديرها أفيخاي أدرعي. .
رسالتي إلى هذا الغراب السبّاب الشتّام اللعّان البذيء الخائض في الفتن الطائفية: تراب أقدام شباب المقاومة في كل مكان اشرف وأنصع من تاريخك الأسود. .