بقلم : حسين الذكر ..
قطعا ان مرحلة الصحافة والاعلام التقليدي قد انحسرت حد التلاشي بل أصبحت بعيدة عن سبل التوظيف الاحدث والتاثير على المجتمعي – الربقي – في ظل تطورات الانترنيت وما توالد من رحم العولمة كتقنيات تواصلية لم تقف عند حدود السبات بل شهدت وما زالت تعيش مرحلة النمو القفزاتي منقطع النظير مما جعل عملية اللحاق ( الكلبي ) بها ميؤس منها .. بل تعد لاهثة بلا انقطاع مما يجعلها تفقد قدرة التركيز والتاثير سيما اثناء الحروب وماكنتها العملاقة واعلامها الاخطبوطي عصي التقليد ..
ذلك لا يدعونا لليئس والتسليم والوقوف عند ذات الأدوات التواصلية المشابهة لتعاطينا أياها في الرياضة على سبيل المثال .. فذلك سيجعلنا مسخرة حد الضحك والاستهجان في ظل اختلاف البيئتين التنافسية الرياضية وميدان المعارك الوجودية بكل ما اؤتيت وما اعد لها من مختلف صنوف ( الخيل ).
الملاحظ عند متابعة اخبار الحرب على غزة ومن ثم جنوب لبنان ان البعض جعل من نفسه او بدا كانه ناطقا باسم جيش العدو .. من خلال تلك الاستنساخات التي ينشرها في وسائله تحت ذريعة حرية التعبير والراي وحق الاختلاف ..
وهنا نؤكد علما يقينيا قاطعا كعلم قاطع حد الاجتثاث السرطاني .. ان الاعلام لا حياد فيه سيما لمن يصرح او يوهم الاخرين انه صاحب قضية وعقيدة ما .. فكل جيش له عقيدة بمعزل عما نراه فيها حقا او باطلا .. اذ من حق المتقاتلين ان تكون لهم وسائل إعلامية ترسخ وتحقق الأهداف الحربية والأمنية والاستراتيجية بناء على تلك الفلسفة العقائدية بما يدحض – قاطعا – حد التكرار الذي يعلم الحمار ان الاعلام لا حيادية فيه سيما باوج الميدان وتلاشي ابسط مقومات الإنسانية في ظل سيادة الموت والتدمير والأرض المحروقة التي ينبغي ان يكون رفع شعار الحياد فيها تعبيرا ساخرا ومستهجنا لمن يمتلك ابسط مقومات الاعلام فيه .
ذلك وغيره جعل من الكلمة مسؤولية سيما في زمن الحرب . وخطورتها المعنوية قائمة على قدم وساق بل مؤثرة وبعض الكلمات أدت الى تراجع جيوش وانهزام قطعات وانزال هزائم وحرف مجتمعات … بسبب تلك المفردة التي مررت ربما على لسان – ما – دون ان يعلم .. وقد قال الامام علي ع : ( احذر الاحمق فانه يحاول نفعك فيضرك ) .. تلك مدرسة ليست شعائرية فحسب بل علمية تصلح لمختلف العصور وملفات الحياة .
ما نقوله : كنصائح إعلامية وثقافة عامة سيما في زمن الحروب وتدمير المدن واختراق البلدان وسقوط الشعارات .. ان الاستنساخ الخبري نوع من الاستحمار الطوعي .. ينبغي تحاشيه من خلال الشعور المسؤول بخطورة المفردة .. مما يجعلنا نستمريء ونسترجع وندقق الف الف مرة قبل تمرير الخبر وتعميمه ..
وهذا ما يسمى بالتوظيف الإعلامي ومحاولة السيطرة عليه وتسخيره لخدمة اهداف كل جهة بمعزل عن الشعارات المرفوعة فان السلوك هو الاقدر على توضيح مسار الاقدام وزلتها – لا سامح الله – او المضي قدما في سبيل الله .. وذلك ما يؤكد سلامة المنهج وثبات العقيدة .