بقلم: كمال فتاح حيدر ..
أعلنت الأطراف الشرق أوسطية منذ سويعات عن مفاجآت حربية من العيار الثقيل. جاء ذلك بالتزامن مع استعدادات قيادة النيتو لتوجيه ضربات استباقية هنا وهناك. وتبرعت بلدان أوروبية بإرسال طائراتها المسيرة لضمان ديمومة الحرب التي باتت وشيكة الوقوع. .
الأغرب من ذلك ان الجيش المصري استنفر قواته البرية، وزحف بها نحو سيناء، ليس لطرد الخياليم من محور فيلادلفيا، بل لكي ينضم إلى الجبهة الأردنية المكلفة سرا بتشكيل نواة التحالف العربي في البادية العراقية. بمعنى ان القوات المصرية باتت على أتم الاستعداد للزحف من النيل إلى الفرات بمشاركة القوات العربية التي شاركت اول مرة عام 1991 في عاصفة الصحراء، وشاركت للمرة الثانية في غزو بلادنا عام 2003. . شاركت مرتين، والثالثة ثابتة. .
من حقنا ان نهلوس ونثرثر ونستجيب لكوابيسنا ومخاوفنا باختلاق هذه التوقعات القريبة من توقعات المنجمين. لم لا ؟. إذا كانت أوكرانيا المدعومة بقوة من النيتو تقترب من رفع الراية البيضاء، وإذا كان الدب الروسي يعلن من وقت لآخر ان من يحكمون أوكرانيا جاءوا من كوكب آخر، ويضع شروطا جديدة لضمان بقاء قواته في سوريا وشرق أوكرانيا. وإذا كان الحوثيون يوجهون غواصاتهم غير المأهولة لضرب الفرقاطات الأمريكية والبريطانية ؟. من اين جاءتهم هذه التقنيات المتقدمة ؟. وكيف انهارت تحصينات النيتو في كييف ؟. ومن اين جاءت الطائرات المجهولة الموالية للبرهان في السودان ؟. .
لم يكن بمقدور المحللين ان يتوصلوا لهذه التوقعات قبل بضعة ايام، فلا تستغرب من مخاوفنا وهلوساتنا عندما نخشى تقدم القوات المصرية والأردنية نحو صحراء النخيب. .
لدينا الآن حرب في غزة، وحرب في لبنان، وحرب في سوريا، وحرب في اليمن. وايران مهددة بضربات جوية مدمرة، وبالتالي لابد من اندلاع الاشتباكات المُتخيلة في العراق، وتحديدا غرب الفرات، آخذين بعين الاعتبار القواعد الأمريكية المنتشرة في الأردن (16 قاعدة) ناهيك عن قاعدة (عين الأسد) في العراق، وقاعدة (التنف) في سوريا. .
ثم ان الخرائط التي استعرضها نتنياهو بكل وضوح تحت سقف الامم المتحدة. تضمنت حدود الرقعة المرشحة لبسط نفوذ جيوشه من النيل الى الفرات، واستعرض ايضاً خارطة سوداء شملت سوريا والعراق وايران، وخارطة خضراء شملت الأردن ومصر. وهي بطبيعة الحال خرائط تفسر محاور التحركات الحربية المتوقعة لاجتياح العراق من بوابته الغربية. .
المصيبة الكبرى انك لن تجد محللا عراقيا واحدا يتطرق لهذه التوقعات، ولن تجد محللا عسكريا في وزارة الدفاع العراقية أخذ هذه الاحتمالات على محمل الجد ؟. لا غرابة في ذلك أبداً. فالجهات الرسمية وغير الرسمية لم تتوقع تسلل فلول الدواعش إلى الموصل عام 2014، حتى جاء اليوم الذي وقعت فيه الفأس بالرأس. .
اما الآن فلا تندهشوا ولا تستغربوا بعد تفجر الأوضاع في كل مكان. كل الاحتمالات واردة. أكاد اسمع قرع طبولهم بين (عرعر) و (طريبيل) لذا يجب أن نكون اوفياء للقيم والمبادئ الوطنية. .