بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:
*أ:-يعتبر العراق الجوهرة الأثمن والتي يتصارع عليها الجميع مثل “روسيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا والناتو والصين وتركيا والسعودية والإمارات وإسرائيل ..الخ “وبضمنهم إيران بسبب موقعه الاستراتيجي الذي يقع على تقاطع طرق الطاقة الاقليمية والدولية ،ويقع على مفترق طرق المصالح الدولية المتشابكة .وانه مستودع ضخم للنفط والغاز والثروات والمياه الكامنة تحت الارض .وبيئة بكر وذهبية للاستثمار .ولكن السِبق هو للولايات المتحدة وبريطانيا وراءهما الغرب والمجتمع الدولي والناتو .فعلى سبيل المثال تعمل الإمارات ليل نهار بالسر والعلن في سبيل تعطيل استقرار ونمو العراق كي لا ينسى العالم دبي والامارات لان العراق مرشح ان يكون هو بورصة المنطقة والعالم وسيكون. ودول الخليج الأخرى خائفة من هروب رؤوس الاموال نحو العراق حال استقرار العراق فتعمل سراً على عدم استقرار العراق وان الغرب وواشنطن والمجتمع الدولي باتَ يعرف ذلك فقرصوا آذان الخليجيين أخيراً!
*ب:-وان مايدور من مسلسل ” حرب تلد أخرى” في منطقة الشرق الأوسط في غزة ولبنان وستتبعها اماكن اخرى سوف
يكون آخر فصل فيها في العراق ” وهو الفصل الأهم” .ففيه وعنده تتحدد المعالم الجديدة للمنطقة تماشياً مع معالم العالم الجديد .
*ج:-وان إيران تعتبر نفسها الأشطر والأذكى انها بكّرت بالتوغل في العراق والانتشار في جميع مفاصله السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية تقريباً. وفي قرارة نفسها تعتقد انها ستخوض معركتها في العراق تحت شعار ( ما ننطيها).ولكن ايران اثبتت انها مارست سياسة غبية جدا بدليل ان ٩٠٪ من الشعوب العربية لا تحب ايران بسبب سياساتها وحتى الدول المتوغلة فيها إيران ف ٩٠٪ من شعوبها تكره إيران. والشعب العراقي يكره ايران ويكره تمددها في العراق. ويمقت حلفاءها العراقيين الموجودين في السلطة والذين يستمدون قوتهم وبقاءهم من إيران . وان ٩٠٪ من شيعة العراق باتوا يكرهون ايران بسبب التدخل الإيراني في العراق وبداخل المجتمع الشيعي العراقي وبسبب اعتماد إيران على نماذج ” شخصيات واحزاب وتيارات ” قدمت نفسها بصورة سيئة جدا “واصبحت ايرانية اكثر من الإيرانيين” وشعارها الفساد والسرقة والتدمير والقمع وكراهية العراقيين. ولهذا أصبح الشعب العراقي يكره بقاء إيران في العراق .والسبب لأنّ إيران مارست سياسيات عنصرية واستعلائية على العراقيين، ومارست سياسات كولونيالية في العراق وخصوصا عندما أسست طبقة تابعة لها ( سياسية ودينية) مارست تدمير العراق وتفريق العراقيين وكراهيتهم. وكل هذا أدلة على فشل إيران في العراق !
ثانيا : فمتوقع جدا ان ٩٠٪ من العراقيين سيكونوا مع التغيير القادم بل سيرقصون في الشوارع ان حصل. ونقصد التغيير الذي قرره ُ المجتمع الدولي وينتظر ساعة الصفر .وان العراقيين مستبشرين خيرا في هذا التغيير ليتخلصوا من هيمنة حلفاء ايران ،ومن احزاب وحركات الإسلام السياسي، ومن ثقافة ومعالم ونفوذ المليشيات وتجار الحروب وزعماء الطوائف والأحزاب والتيارات والتي جميعها ادوات إيرانية . لان العراقيين تواقين جدا ان يعود بلدهم العراق إلى سابق عهده. ويعود مجتمعهم الطيب إلى سابق عهده. وان تعود اللحمة العراقية إلى سابق عهدها . ولن يحدث هذا إلا بانهاء هيمنة وسطوة الطبقة السياسية الحاكمة وانهاء الهيمنة الإيرانية في العراق.
ثالثا: نعم ان الولايات المتحدة والغرب واسرائيل لا يريدون اسقاط النظام الايراني بسبب مايدور في غزة وفي لبنان. فالنظام الايراني يمارس سياسة مزدوجة “فسياسة النظام الايراني في الباطن ليس كما يعلنه من شعارات كالشيطان الأكبر ونسف إسرائيل من الوجود ” ففي الباطن والسر ايران وديعة لطيفة وتسمع الكلام . ولهذا يريد الغرب وأمريكا من ايران رفع يدها عن لبنان وسوريا والعراق واليمن وإلا ! . ولكن عندما يأتي الدور على العراق وسوف يأتي قريبا فلن يكون هناك دلالاً لإيران .فالولايات المتحدة والمجتمع الدولي لن يتوانى اطلاقاً في توجيه ضربات موجعة لايران وكسر ظهر النظام الإيراني وصولا إلى تغييره إذا عاند النظام الإيراني وقرر خوض المواجهة مع المجتمع الدولي في العراق او على العراق . لأن القرار أُتّخذ وبنسبة ٩٩،٩٩٪ لتغيير النظام السياسي في العراق وانهاء ( هيمنة الإسلام السياسي الراديكالي ، وانهاء هيمنة وسلوك الحركات الإسلامية والجهادية) وهؤلاء هم ادوات وحلفاء إيران .والشاطر منها يسارع لحل نفسه وترك الشعارات وتأسيس تشكيلات باسماء معقولة والنأي عن الطائفية والتطرف والاستقواء بالخارج والابتعاد عن الشعارات الديماغوجية لكي ربما يُقبل بالمرحلة القادمة. ومثلما فعلت بعض حركات وتيارات الإسلام السياسي في المغرب العربي وشمال افريقيا عندما سارعت لتغيير مسارها واسماءها وعقيدتها السياسية ونهجها فبقيت ضمن العمل السياسي!
رابعا: تعتقد إيران ان روسيا والصين وكوريا الشمالية سوف يدعمون ايران في معركتها داخل العراق او على العراق. لانها تعتقد انهم لن يتخلوا عنها لحاجتهم اليها في تحالفهم الجديد كونها رأس حربة التحالف الصيني الروسي . وتعتقد ايران ان من خلالها سوف يبسط نفوذ تحالف ( الصين وروسيا ) على العراق والمنطقة . لأن فقدان العراق من إيران يعني فقدان التواصل الإيراني الاستراتيجي واللوجستي مع لبنان وسوريا . ولهذا تعتقد إيرآن سوف يكون معها وخلفها كل من الصين وروسيا في المواجهة داخل العراق .وهذه حسابات فاشلة لأن روسيا والصين لا يمكنهم خوض حرب مباشرة ضد المجتمع الدولي وضد الولايات المتحدة في الوقت الحاضر ،مع رغبتهما ان يكون لهما نفوذ في العراق . وان العراق لن يتخلى عنه الغرب والولايات المتحدة وبريطانيا وحتى وان اضطرّوا لإستعمال الضربات النووية “ونعتقد ان ايران باتت تتفهم ذلك اخيرا ” عندما شاهدت ماذا فعلوا ويفعلون في غزة ولبنان والدور قادم لأماكن اخرى والخاتمة ستكون في العراق !
الخلاصة : إيران فشلت فشلاً ذريعا في لبنان وسوريا واليمن سوف تفشل في العراق لانها راهنت على السياسات الكولونيالية والاستعلائية فقط مع العلم انها دولة جارة ومسلمة ودولة مهمة لمحيطها العربي .ولكنها اختارت ان تكون السيد وجيرانها العبيد .وبسبب ذلك كرهتها الشعوب العربية بضمنها الشعب العراقي .ومن يتحمل مسؤولية ذلك هم الحرس الثوري واطلاعات والمتشددين في ايران !
سمير عبيد
٢٤ اكتوبر ٢٠٢٤
القادم بوست