بقلم : محمد الساعدي ..
عندما انطلقت عملية طوفان الاقصى راهن العرب المتصهينون على ان غزة لن تصمد الا اشهر او اسابيع وهو ما اكده لهم نتنياهو في رسائله وبياناته التي صدع رؤوسنا بها الا ان العملية على ارض الواقع كانت شبيهة بعاصفة الحزم الخليجية على اليمن والتي اثبت بها الحوثيون انهم بالرغم من ضعف تسيلحهم وما يملكون الا ان الايمان بالعقيدة الراسخة كان له الاثر الاكبر في تحقيق النصر ودحر العدوان واذلال ال سعود ومن معهم وبالرغم من الدعم الاميركي اللامحدود الا ان المعركة كانت محسومة للحوثيين، واليوم وبعد عام وشهر من معركة الاقصى مازالت غزة تقاوم ونتنياهو وكل الدعم الخليجي والاميركي له الا انه غير قادر على التقدم او حسم المعركة او على الاقل تحرير اسراه لدى المجاهدين والمقاومين من الاخوة في حماس . وهنا نعود قليلا للوراء ونتذكر ان الجيوش العربية ومصر لم تصمد في حرب الايام السبعة وهي دول تمتلك جيوشا متسلحة وامكانيات كبيرة الا انها منيت بالهزيمة التي لازالت عالقة في اذهانهم ، واعتقد ان حلم الكيان الصهيونى في تحقيق مشروعه المزعوم بالشرق الأوسط او اسرائيل الكبرى مع وجود الالاف من الاحزاب الوطنية وأكثر من مليون مجاهد في لبنان وسوريا والعراق واليمن اذن هو بحاجة الى مئة سنة قتال وحرب مدمرة على أقل تقدير حتى يحقق أحلامه الضالة ، ناهيك عن تكاليف الحرب التي قد تصل إلى ترليونات الدولارات لكل بلد يجازفون على احتلاله ، وهذا ما لا تستطيع اي حكومة إنفاقه والكل يعلم ما حدث في اوربا من غليان في الاسعار وشحة الوقود والمواد الغذائية وارتفاعها الجنوني بسبب أوكرانيا وتهورها بدخول الحرب مع روسيا الكبرى وما نتنياهو الا نسخة مكررة للرئيس الاوكراني الذي اقنع اميركا واوربا وحلفائها بانه سيمحي روسيا ويقضي على الرئيس الروسي بوتين والان هو واميركا والاتحاد الأوربي والناتو في ورطة . النتيجة الحتمية هي ان الكيان الصهيوني سيمنع من الدخول بحرب شاملة وهذه الأوامر صدرت وانتهى الامر ، وعلينا ان لا ننسى الضربة الصاروخية من الجمهورية الاسلامية وفعاليتها وكيف دمرت اكثر من خمسة وسبعين في المئة من أهدافها من مطارات او قطعات عسكرية للكيان ناهيك عن صواريخ ومسيرات المجاهدين في لبنان واليمن والعراق . الكيان الصهيوني ان اراد ان ينفذ هذا المخطط يحتاج إلى اكثر من مليون جندي على اقل تقدير وهذا ما لا يستطيع إعداده لكونه اليوم وبعد ضربة الجمهورية الإسلامية له نسبة الهروب من جيشه ارتفعت إلى عشرين بالمئة وبتزايد يومي ، وما رده على الجمهورية الاسلامية المخجل الا دليل على انه وصل مرحلة الخوف وعدم القدرة على المواجهة وهنا نحتاج ان نلفت نظر المقاومين الى انهم اليوم اقوى وان فقدوا قادة لهم فبأمكانهم ان ينطلقوا بعملية برية تزلزل الكيان وتنهي خرافة دولة اسرائيل الكبرى ، اما اذا ترك الكيان وانطلقت قوى المقاومة لمعاهدة سلام فانه سيعمد على اللجوء إلى مخطط خمسينيات القرن الماضي بتبديل الحكومات ويأتي بحكومات عميلة له بثياب وطنية يضعها على راس السلطة في بلداننا وحتى هذا قد يفشل مثلما فشل محمود عباس امام ارادة واصرار المجاهدين في حماس.