بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..
تُعد القيم الأخلاقية والدينية والاجتماعية والتقاليد الموروثة الركيزة الأساسية والعامود الذي تقوم عليه المجتمعات الإنسانية منذ الازل فهي تمثل بوصلة تُرشد الناس نحو الخير والصلاح، وتضبط سلوكهم وتوجهاتهم في شتى مجالات الحياة والفعاليات اليومية . غير أن عصر العولمة والحداثة المتسارع جلب معه تيارات فكرية وأنماط حياة وسلوكيات تسعى إلى تقويض هذه القيم وإحلال نزعات مادية فردية مكانها. فبدأنا نرى ضعفاً وتهاون في التمسك بالقيم التقليدية وتنامياً في النزعة نحو الفردانية والاستهلاك القيمي المفرط على حساب المبادئ التي كانت تُمثل جوهر العلاقات الإنسانية وروح المجتمع ونبضه
إن تجريف القيم لا يتوقف عند حدود التأثير على الأفراد فحسب، بل يمتد ليضرب جذور الأسرة والمجتمع بأسره، حيث باتت مفاهيم التضامن، التضحية، الإيثار والعطاء الجماعي تُستبدل بنزعات تنافسية شرسة وفي أحيان غير قليلة بدون شرف وحرص على المصلحة الذاتية على حساب المصلحة العامة او الاسرية . كل ذلك يُضعف البنية الاجتماعية ويُعمّق الهوة بين الأجيال، ويؤدي إلى فقدان الهوية والانتماء.
ومن هنا، تأتي أهمية الوقوف أمام هذه التيارات والعمل على تعزيز قيمنا وترسيخها في النفوس والعقول ، عبر توعية الجيل الشابي وإعادة إحياء دور الأسرة والمدرسة والجامعة ودور العبادة في غرس هذه القيم. ولعل الاستخدام المفرط غير الموزون لمواقع التواصل الاجتماعي يقف في مقدمة هذه التحديات .
علينا ان نقف في وجه هذا السيل بكل ما نستطيع وبكل ما لدينا من أدوات اخلاقية وسلوكية
واختم كلماتي هذه بحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( وان ابغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم اخلاقا)
صدق رسول الله
اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي