بلاويكم نيوز

هل اعلن العراق براءة الجولاني ؟

0

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

لم نعد نريد العدل لأنه مستحيل. فقط نريدهم توزيع الظلم علينا بطريقة عادلة، أو يتعاملوا معنا بلطف مثلما يتعاملون مع الاعداء. .
رسالتنا موجهة هذه المرة إلى قادة الحكومة العراقية. نقول لهم: كانت جولتكم الدبلوماسية الداعمة للجولاني صادمة ومستفزة وغير متوقعة. .
لا ندري كيف تنازلتم (وأنتم أولياء الدم) عن أرواح اخواننا وأبناءنا الذين ذبحهم الجولاني بخنجره ؟، وكيف تجاهلتم الثأر للعراقيات اللواتي وقعن في قبضة عصاباته الظلامية عندما كان والياً للموصل ؟. وكيف بعثتم قافلتكم إلى الشام للقاء هذا المدان المحكوم عليه بالإعدام ؟، وكيف بحثتم معه متطلبات الأمن والاستقرار في الحدود المشتركة وهو الذي كان متفننا في تفجير المفخخات والأحزمة الناسفة ؟. .
الغريب بالأمر ان لقاءكم جرى بمشاركة عناصر الدواعش، وفي مقدمتهم: أسعد الشيباني، و أنس خطاب، وربما طلبتم منهم الإذن لكي تستأنف بعثتنا الدبلوماسية عملها في دمشق، وناقشتم معهم فتح أبواب سفارتنا هناك بعد انتقال طاقمها إلى لبنان في أعقاب سقوط النظام. .
ما أغربكم وأنتم تتعاملون بهذه الشفافية مع الذين كانوا بالأمس القريب يبسطون نفوذ دولتهم المزعومة على نينوى وجبال حمرين. .
السؤال الذي يدور في ذهني وفي أذهان العراقيين كافة، هو: إذا كنتم بهذا السخاء في التسامح والتعاطف مع أعداء الأمس، فلماذا تصرّون على تفعيل حملاتكم الكيدية ضد مواطن عراقي مستقل اعزل، لم يكن مجرما ولا قاتلا ولا خائنا ؟. ولماذا استهدفتم هذا الرجل بالذات رغم تجاوزه سن الشيخوخة ؟. .
والسؤال الآخر نطرحه على أعضاء مجلس النواب، وبخاصة اولئك الذين يرفضون التصويت على قانون العفو العام. فنقول لهم: هل لديكم ما يدفعكم لتأجيل التصويت بعد حصول الجولاني على قرار البراءة ؟. . ألا يفترض ان يكون العراقيون أولى بالمعروف ؟. .
المؤسف له ان بعض السياسين يحثون الخطى نحو تشويه صورة المواطنين بكل الأساليب وكأنهم يسعون للثأر منهم، بينما يتسامحون إلى ابعد الحدود مع اعداء العراق. .
ما يؤلم الشجرة ليس الفأس. ما يؤلمها حقاً ان يد الفأس من خشبها. . .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط