بقلم: كمال فتاح حيدر ..
انظروا كيف يتغير العالم من حولنا بسرعات متسارعة لا تخطر على البال. .
سوف يشهد كوكب الأرض تغيرات سياسية وسيادية ومناخية وحدودية في البر والبحر. وربما تنكمش خرائط سوريا والعراق وتتقسم وتضمحل مثلما تقطعت أوصال السودان والصومال. فالأسماك الكبيرة تبتلع الأسماك الصغيرة ولا عزاء للاغبياء والمغفلين. .
تحدث الكثير من التغيرات الآن أمام أنظار الشعوب العربية التي عادت إلى نعراتها القديمة لتضيف الرياح القوية للمهزلة، وتتحول إلى مادة كونية من مواد السخرية والتهكم. .
فقد ابتلعت الجيوش الأجنبية الأراضي الغنية في مملكة الفوضى بالشام حتى صارت قريبة جدا من عاصمتها، بينما انشغل الشعب السوري بمبايعة الخليفة الأموي الخامس عشر (عددهم 14 والأمير الجديد هو الجولاني)، برعاية المخالب الخفية العابثة في المنطقة. .
سوف تظهر لدينا قندهار جديدة. وسوف تُغلق المدارس والجامعات لنعود بمحض رغباتنا إلى العصر الجاهلي بكل تفاصيله المتحجرة. ولات حين مندم. .
فإذا كانت كندا وهي الدولة الكبيرة القوية والعضو الفاعل في حلف النيتو مهددة بالزوال والاكتساح والالتحاق بالولايات الأمريكية، حتى بات من المرجح أنها سوف تصبح الولايات 51. وسوف تلتحق معها جرينلاند وذلك في ضوء ما جاء بتهديدات ترامب، فما بالك بالبلدان العربية وشعوبها السائرة خلف سراب الأوهام ؟. .
لقد انتشرت جيوش الغربية في ديارنا، وسوف تستقر هنا، ولن تتزحزح بوصة واحدة، ثم من ذا الذي يستطيع طردها وإرغامها على الخروج ؟. ومن أين له السلاح والقوة ؟، والأغرب من ذلك ان القوى الاسلاموية صارت ترى في أمريكا هي المنقذ وهي المخلّص، وهي التي تدعمها في تفعيل حملاتها التكفيرية، وتسمح لها بالعبث كيفما تشاء. .
انظروا إلى تحركات الفيالق الحربية الأجنبية المنتشرة حول العالم، وانظروا إلى أساطيلها التي تزايدت اعدادها في مضيق هرمز، ومضيق باب المندب، ومضيق قناة السويس، ومضيق جبل طارق، وفي القرن الأفريقي، بل صارت فرقاطاتها تفتش السفن التجارية المتوجهة إلى الموانئ العراقية. .
اسألوا انفسكم: هل جاءت هذه القوة الحربية الجبارة للنزهة ؟. لا ريب أنها جاءت لكي تتحكم بمصير المنطقة، وتسيطر عليها، وتعيدها إلى السنوات الأولى من القرن الماضي. .
هذه هي أوروبا التي تحولت فجأة من الهمجية إلى التهور، فما الذي تتوقعه منها ؟. أما نحن العرب والمسلمين فسوف نتوزع حسب ما تقتضيه احداثيات الخرائط الجديدة، وسوف يمنحوننا الحرية المطلقة في التنفيس عن مشاعرنا الطائفية، ونشر سموم الحقد والكراهية. ورفع عقيرتنا بالصياح: تكبيررررر – الله اكبرررررر. .