بقلم : أياد السماوي …
بعد اجتماع الرئاسات الأربعة يوم أمس وما تمّخض عنه في تحديد العاشر من تشرين الأول القادم موعدا لا رجعة فيه , تكون محاولات تأجيل الانتخابات إلى نيسان من العام القادم قد وئدت تماما .. وبالرغم من قناعتي الكاملة أنّ الانتخابات القادمة سوف لن تغيّر من الخارطة السياسية القائمة وستأتي بذات القوى السياسية التي مارست النهب والفساد خلال الثمانية عشر عاما الماضية , وأنّ هذه الانتخابات ستكون الأكثر تزويرا ودمويّة من جميع الانتخابات السابقة .. ولأنّ الدعوّة لقلب الطاولة التي دعوت لها في مقالاتي السابقة , غير ممكنة بالرغم من توّفر كافة الظروف الموضوعية والذاتية لقلبها على من فيها وعليها .. فلا بدّ من التعامل مع الواقع بواقعية وحنكة وحكمة , لتجنّب الليل الطويل الذي سيأتي مع السائرون إلى الظلام والفساد والفوضى .. فالساحة السياسية اليوم باتت واضحة تماما وانقسمت إلى جبهتين , الجبهة الأولى تضمّ كلّ من تيّار سائرون وتحالف القوى العراقية وتحالف الدولة القوية التي تضمّ النصر والحكمة , والجبهة الثانية تضمّ كلّ من تحالف دولة القانون وتحالف الفتح وتحالف العزم .. والحقيقة أنا شخصيا سأدعم الجبهة التي لا يوجد فيها تحالف سائرون وتحالف القوى العراقية , ليس لأنّ الجبهة الأخرى التي تضمّ دولة القانون والفتح والعزم , هي أفضل من جبهة سائرون وحلفائهم كثيرا , بل لأنّي مؤمن أنّ هذه الجبهة أقلّ ظلاما وفسادا وفوضوية من أيّ جبهة سياسية فيها تحالف سائرون وتحالف القوى العراقية ..
وربّ سائل يسأل ما العمل ؟؟؟ إذا كانت هذه الانتخابات هي مجرّد صراع بين جبهتين سياسيتين فاسدتين , فلماذا الذهاب والمشاركة بهذه الانتخابات أصلا ؟ ولماذا لا نقاطعها كما قاطعنا الانتخابات الماضية ؟ والحقيقة أنّ مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة فيها بشكل واسع لهو الكارثة الحقيقية على البلد , وهو الظلام الدامس والليل الذي لا صباح بعده أبدا .. فالعيش في نهار غائم أفضل ألف مرّة من العيش في ظلام دامس .. وبما أنّي من الداعمين والمؤيدين لجبهة ( دولة القانون وتحالف العزم وتحالف الفتح ) , أرى أن المصلحة تقتضي أن تكون لهذه الجبهة قيادة من ثلاثة قادة فقط , يمثلون زعماء العزم والقانون والفتح , كم أرى أن تكون قرارات هذه الجبهة بالإجماع وليس بالأغلبية , كي تكون مشاركة تحالف العزم في هذه الجبهة مشاركة حقيقية وليس مشاركة شكليّة , حتى نتمّكن من تحقيق حكومة الأغلبية السياسية ومغادرة حكومات التوافق والمحاصصات السياسية وإلى الأبد .. فبدون هذه القيادة الجماعية لا يمكن أن نخطو خطوة واحدة باتجاه حكومة الأغلبية السياسية التي باتت ضرورة قصوى للخلاص من فساد حكومات التوافق التي حكمت البلاد خلال الثمانية عشرة سنة الماضية .. ولأخوتي في تحالف الفتح أقول .. قيادة الأخ العامري لتحالف الفتح هي التي أوصلت البلاد لهذا المأزق الذي نعيش محنته , ولا طريق غير طريق أعفاءه من قيادة الفتح , حتى لا نغرق في الظلام الذي يزحف نحو بلدنا بشكل مرعب .. والله الذي لا إله إلا هو , أقول هذا الكلام حبا بالعراق وتحالف الفتح والأخ العامري نفسه الذي احترم جهاده كثيرا .. وأقول له يا أخي أبا حسن فشلت في القيادة وتسببت لنا بمأزق دفعنا ثمنه غاليا , تنّحى واترك القيادة السياسية لغيرك , ودع الآخرون يصلحون أخطاء قيادتك القاتلة ..