بقلم : هادي جلو مرعي …
ليست المرة الأولى التي يتوجه فيه وفد من كتلة سائرون الى إقليم كردستان للقاء زعامات الإقليم، وفي المقدمة منها الرئيس مسعود برزاني الذي يتحدث بصراحة عن جملة تحديات ومطامح لايقبلها جميعا التيار الصدري، ويتفهم قسما منها، ويقبل ببعضها، لكن الواضح إن المرحلة الراهنة ليست مرحلة حسم الملفات بقدر ماهي فرصة لتهيئة الظروف لتقارب إنتخابي، وتحالفات في مواجهة قوى سياسية منافسة، وتمتلك نفوذا ومن الطبيعي أن يحدث التواصل السياسي، فكيف إذا كان هناك إتفاق على بعض الملفات التي تثير جدلا واسعا في العراق خاصة وإن هناك خلافات داخل المكونات الأساسية تدفع لتقارب سياسي مع مكونات تلتقي في الرؤية، بينما يتم تأجيل الملفات محل الخلاف الى مابعد تشكيل الحكومة.
والسؤال: هل تصل التفاهمات الإنتخابية الى مستوى التنازل عن كركوك والمناطق المتنازع عليها بين بغداد والإقليم، وهل يتم القبول بالطموح الكردي في الإنفصال، وإعلان الدولة الموعودة ؟
الواقعية السياسية تقول بعدم القبول بهذه الفرضية لأسباب عدة، منها العامل الإقليمي، ومنها المحلي، وقد شهدنا أحداث ماقبل الإستفتاء الخاص بإعلان الإستقلال، والمعارك التي جرت بمستوى محدود في كركوك، وإبعاد البيشمركة الى مديات خارجها، وإذن فالتفاهم بين سائرون والأكراد هو تحضير للإنتخابات حيث يبقى الحزب الديمقراطي هو الفاعل الأقوى في الإقليم، بينما يطمح الصدريون الى تحقيق تقدم كبير في الإنتخابات المقبلة بما يمكنهم من تحديد هوية رئيس الحكومة العراقية.
يبقى أن نشير الى أن التطورات في المشهد العراقي قد تعصف بكل قراءة وتحليل، ويبقى الأمر مرهونا بالنتائج على الأرض، ونوع التفاهمات التي ستحصل بين اللاعبين الكبار، وعوامل وتأثيرات محلية وخارجية لايمكن الإستهانة بها، فالتقلبات السياسية غير مأمونة العواقب في بلد يعاني الإضطراب، ولايكاد يهدأ يوما.