بقلم : أياد السماوي …
إلى كلّ تيجان رؤوس هذا الزمن الأغبر .. إلى كافة قوى هذه الدولة الغبراء .. إلى أبناء شعبي من الوطنيين الأحرار الذين لا يملكون سوى حشرجاتهم المتكسرّة .. إلى بقايا الشرف والضمير الذي لم يعد لهما وجود .. أكتب حزني وألمي ومرارتي ..
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس صورة لزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم في كركوك لحضور مؤتمر جماهيري لتسويق برنامجه الانتخابي .. وهذا حق لا غبار عليه سواء كان لعمار الحكيم أو أي حكيم آخر من حكماء النظام ( الديمقراطي ) الجديد في العراق الذي أجاد به الزمن الأغبر على الشعب العراقي .. وبداية ما سأقوله ليس موّجها للسيد عمار الحكيم تحديدا , بل هو كلام عام موّجه لكل السادة في العملية السياسية دون استثناء ..
عظيم أن يتحدّث القائد السياسي لأبناء شعبه عن برنامجه الانتخابي الذي سيخرج البلد من الظلمات إلى النور .. وعظيم أيضا أن يتبّنى هذا الحزب اسياسي أو ذاك برنامج الإصلاح الحقيقي وليس برنامج الإصلاح الذي تتبّناه لجانه الاقتصادية في الوزارات والمؤسسات الحكومية سواء كان في وزارة النفط أو الكهرباء أو الصحة أو الدفاع أو البنك المركزي أو باقي الوزارات والمؤسسات .. وعظيم أيضا للقائد السياسي أن يضرب لأبناء شعبه مثالا عن زهده وتواضعه ونزاهته والتصاقه بفقراء شعبه كما كان الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم رحمه الله .. وعظيم أن يتجسدّ ذلك سلوكا وليس قولا .. وعظيم للقائد السياسي أن يخفي نزواته ومجونه وانحرافه الأخلاقي عن أعين الشعب الذي يئن ويتألم تحت وطأة حرارة هذا الصيف وانقطاع الكهرباء .. وعظيم للقائد السياسي أن يكون كذّابا وأفاقا دون أن يعلم به أحد وليس بهذا الشكل الفاضح والمخجل انطلاقا من قوله تعالى ( لا يحب الله الجهر بالسوء ) .. وعظيم للقائد السياسي أن يركب الجكسارات ويستقلّ الطائرات الخاصة التي يملكها من ماله الخاص الذي لم يأت من فساد كما يفعل خميس الخنجر زعيم تحالف عزم .. وعظيم للقائد السياسي الذي يرفض قوى اللا دولة أن يجسدّ هذا الرفض قولا وفعلا وسلوكا , وليس كما فعل زعيم تيّار الحكمة السيد عمار الحكيم يوم أمس عندما استخدم طائرة عسكرية من طائرات وزارة الدفاع للتنّقل من بغداد إلى كركوك لحضور مهرجان انتخابي .. فأقول لسماحة السيد عمار الحكيم .. الطائرة العسكرية التي استخدمتها هي ملك وزارة الدفاع , وهي ليست ملكا لأبي وزير الدفاع كي يمنحها لك للتنقل بها .. وما قمت به في هذا العمل المخالف للقانون يجسدّ منهج وسلوك قوى اللا دولة التي أنت منها .. سماحة السيد عمار وأرجو أن يتسّع صدرك لي وتتقبلّ ما نشعر به نحن أصحاب الآهات المتكسرّة .. سماحتك وكلّ السماحات في العملية السياسية العاهرة لا تنتمون لقوى الدولة من قريب أو بعيد , وكلّ ما تتحدّثون به عن قوى الدولة هو كذب وخداع وتضليل ورقص على معاناة هذا الشعب المسكين .. وخير ما أختم به مقالي هذا الذي نفستّ به عن جزء بسيط من آهاتي هو كلمات المنلوج الشهير (الشگ چبير والرگعة زغيرة ) للمرحوم عزيز علي ..
الر گعه زغيره ياخلك الله والشگ جبير .. يا ناس الأبرة ما تحفر بير .. واليحجي يبتلي على عمره .. والساكت خانگته العبرة .. والطايح رايح حشه گدره .. والعايش عايش بالقدرة .. من زاخو لحدود البصرة .. ومن نگرة سلمان لبدرة .. والله واحدنه خلص صبره .. شيسوي وشيدبر أمره .. المن يحجي ويفضح سره .. ومنهو اليسمع ومنهو اليقره .. شنهو العيشه الكدرة المرة ..