بقلم : هادي جلو مرعي …
عبارات عدة يمكن التشكيك فيها لجهة الصراع والمنافسة مثل ( السلاح المنفلت) (المال المنفلت) بإعتبار إن كل عراقي يمكن أن يكون لديه السلاح، ويستخدمه في هواه، وكذلك المال، ويمكن أن نشكك بهذه العبارات لهذا السبب. فمن يهاجم السلاح المنفلت من الممكن أن يقصد به العشائر والعوام الذين يهاجمون بعضهم البعض، أو يخوضون معارك عشائرية تستخدم فيها الاسلحة الخفيفة والمتوسطة وقاذفات RBG7 والهاونات، ويتم حرق البيوت والبساتين والمحال التجارية والإغتيالات، ويمكن أن يقصد به فصائل مسلحة بعينها، ويمكن أن نشكك بإعتبار أن الفصائل تلك بعضها رسمي، وبعضها تطوعي، وبعضها خارج عقال السيطرة، مثلما إننا نسمع البعض ممن يهاجمون الفساد، وقد جمعوا الملايين والمليارات من السرقات والنهب، وهناك من يهاجمون السلاح المنفلت وهم يملكون ملايين قطع السلاح.
هناك إنفلات إجتماعي وقيمي، وتمرد على الدين والعادات والتقاليد، وتمرد على الله العظيم، وأشكال من الإلحاد والشذوذ الجنسي والمثلية، واللامبالاة في التعاطي مع القوانين، والتجاوز على املاك العامة والخاصة من الناس، والتعدي على الدولة وعدم إحترامها، والفساد المجتمعي والتطاول على الحرمات، والفجوة التي تتسع بين الأغنياء والفقراء، والتظاهر بالتدين، يقابله تظاهر بالكفر والعدوانية، وهذه عناوين لإنفلات مجتمع بكامله يسيطر عليه التفكير السطحي التافه والمادية المقيتة، ويفتقد الى العدالة والحكم الرشيد والرحمة والتعاون والإنسانية التي سحقت بفعل القسوة الكبيرة التي تحكم النفوس والقلوب.
هذه علامات على آنفلات بلد، وهي أكبر من طموح من يتحدث عن سلاح منفلت كان منفلتا في أشد ايام العراق سطوة ودكتاتورية، المجتمع العراقي إنفلت من عقال الضبط والحزم والحكم الفاعل والقوي، وإذن فنحن نعيش في بلد منفلت من كل قانون ودين وعادات وتقاليد وأسس تربية قويمة وسليمة. ولعل في قوله تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بماكسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) مصداق لمايجري في العراق.