بقلم : هادي جلو مرعي …
كنا في السيارة، ولاأعلم لم كان صديقي وهو القوي البنية، وفي عمر ملائم بحاجة الى (الحبة الزرقاء) في ذلك المساء حين مررنا بالسيارة قرب إحدى الصيدليات، وكان الصديق يشعر بالحياء مع إنه لاحياء مع الفياغرا، وحينها إبتكرت حيلة، وطلبت من (ح) وهو صديق لنا مطيع جدا أن ينزل، ويتحدث الى الصيدلي، ويقول له: إن والده رجل كبير في السن، وإنه بحاجة الى حبوب (فياغرا) ونجحت المحاولة بالفعل.
في عاصمة مجاورة تزوج رجل معروف من بنت صغيرة بعد وفاة زوجته الأولى، وكان صديق لي يملك حس الفكاهة ذهب إليه مهنئا، وقدم له حبة (فياغرا) لكن الرجل، وكان متدينا وبخه وقال: قبحك الله. إذهب عني. مع إن الأدوية ولأسباب مختلفة، وسواء كان المرض ضعفا جنسيا، أو إتهابا في الأمعاء، أو ألما في الظهر يتم تناولها كالحبوب والمسكنات والمقويات، وهو أمر شائع، ولاحياء فيه، وقد شاع إستخدام الأدوية تلك.
وليس منطقيا الربط بين كثرة عدد الأولاد، وتناول حبوب (الفياغرا) فهي تستخدم عند الشعور بالضعف، وليس لتكثير النسل، ولم تكن حبوب منع الحمل، ولا حبوب معالجة الضعف الجنسي معروفة في الأزمنة القديمة، وكان عدد المواليد يعد فخرا للأسرة لأنها تحتاج الأولاد الذكور للعمل في الحقول، وللحماية من إعتداءات الآخرين حيث يعد التكاثر فخرا ومنعة، وكان الرجال يفخرون بأولادهم والأقوياء منهم بالذات، وكانوا يفضلون البنين على البنات.
وزير الثقافة العراقي رد على أحد المواطنين من الذين يشكون عسر الحال، وإنقطاعهم عن العمل، وعدد أفراد الأسرة الذي يستدعي المزيد من المال والطعام والثياب والدواء، وكان الرد محط نقد شديد لأنه سخر بطريقة قاسية، وقال له، أنت تتناول (فياغرا) حيث تعرض الوزير الى النقد اللاذع، ويقول بعض المعلقين: إن الوزير محق تماما، لأن الناس يجب أن ينتبهوا الى طريقتهم غير المنظمة في الإنجاب، لكن الوزير في الواقع لم يكن مضطرا للرد عليه بهذه الطريقة خاصة وإنه لم يوفر للمواطنين مايحتاجون إليه من عناية ورعاية.
نحن نعيش في دائرة الفوضى وهذا واضح تماما.