بقلم : أياد السماوي …
قبل ثلاثة أيام أعلن بافل طالباني الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني , أنّ رئيس الجمهورية الحالي برهم صالح هو مرّشح الاتحاد الوطني الكردستاني لرئاسة الجمهورية خلال الانتخابات المقبلة .. وكأنّ منصب رئاسة الجمهورية هي طابو صرف لحزب الاتحاد الوطني وهو حق حصري لحزبهم , وهذه واحدة من مثالب هذه العملية السياسية الفاسدة التي لا تعد ولا تحصى .. فإذا كانت المحاصصات القومية والطائفية البغيضة التي بني على أساسها النظام السياسي القائم قد جعلت منصب رئاسة الجمهورية من حصّة المكوّن الكردي ورئاسة مجلس الوزراء من حصّة المكوّن الشيعي ورئاسة مجلس النواب من حصّة المكوّن السنّي , فهذا لا يعني أنّ منصب رئاسة الجمهورية من حصّة حزب الاتحاد الوطني , أو رئاسة مجلس الوزراء من حصّة حزب الدعوّة الإسلامية أو رئاسة مجلس النواب من حصّة الحزب الإسلامي .. والدليل على ذلك أنّ رئاسة مجلس الوزراء عندما انتهت إلى عادل عبد المهدي ومن بعده لمصطفى الكاظمي , لم يعلن حزب الدعوّة الإسلامية عن رفضه لعادل عبد المهدي ويقول أنّ منصب رئاسة الوزراء هو حق حصري لحزب الدعوّة , وكذلك بالنسبة للحزب الإسلامي فيما يتعلّق برئاسة مجلس النواب .. فمن أين جاء هذا الحق الحصري لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني ؟؟ ولماذا لا يكون المرّشح لرئاسة الجمهورية للدورة القادمة من الحزب الديمقراطي الكردستاني ؟ والأهمّ من كلّ هذا ( شخلّف رمضان بگلب شعبان ؟؟ ) ..
وربّ سائل يسأل لماذا برهم لا يرهم ؟؟ والجواب على هذا السؤال لا يحتاج إلى كثير من العناء , فحين يكون رئيس الجمهورية الذي هو رمز سيادة البلد والذي من المفترض أن يسهر على ضمان الالتزام بالدستور , هو أول من يخرق بنود هذا الدستور ويدوس عليه تحت أقدامه , فهنا الطامة الكبرى .. فهذا البرهم الذي تصوّر غمّان الشيعة أنّه يرهم , قد تبيّن لاحقا ومن اللحظة الأولى التي أصبح فيها رئيسا للجمهورية , إنّه ليس فقط لا يرهم , بل هو أبعد من ذلك بكثير .. ومن جرائم هذا البرهم بحق الدستور العراقي هو تكليفه اللا دستوري لعادل عبد المهدي قبل تحديد الكتلة الأكبر , ورفضه لكلّ المرّشحين الذين تمّ ترشيحهم لمنصب رئاسة الوزراء من قبل الكتلة الأكبر التي هي تحالف البناء في خرق واضح للدستور , من أجل الوصول لتكليف مصطفى الكاظمي .. ولعلّ صمت برهم المطبق على انتهاكات لجنة أحمد أبو رغيف التي أعادت العراقيين إلى أجواء النظام الديكتاتوري السابق مع علمه الكامل ودرايته بما تمارسه لجنة المجرم أبو رغيف من انتهاكات خطيرة للدستور ولحقوق الإنسان , يضعه في موقف المتواطئ مع هذه الانتهاكات الخطيرة .. ولكن تبقى الجريمة الأكبر لهذا ( البرهم ) التي لا تغتفر هي بخيانته للأمانة والقسم الذي أقسم عليه أمام الشعب بتأدية مهامه ومسؤولياته الدستورية والقانونية , وإصراره على ترشيح مصطفى الكاظمي الذي لا يحمل أي مؤهل لمنصب رئاسة الوزراء سوى مؤهل واحد فقط , كونه خادمه وتلميذه المطيع .. وهذا الكلام تحدّث به ( البرهم ) مع المكلّف محمد توفيق علاوي ومع عدد غير قليل من السياسيين .. وها أنا أقولها بكلّ صراحة ووضوح للبرهم .. كاكه برهم أنت ما ترهم .. وهذه المرّة لن تستطيع الجارة إيران أن تسوّقكما كما سوّقتكما أنت والسلبوحي في المرّة السابقة ..