بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
في الأسابيع التي تسبق الانتخابات، وفي المراحل الانتقالية التي تصبح فيها اللجان النيابية معطلة تماماً، ويقف الوزراء على مشارف التسليم والاستلام. .
في هذه المرحلة الحرجة بالذات تنفتح شهية التشكيلات التنفيذية نحو إبرام العقود بخطوات متسارعة، وبقرارات ارتجالية تحوم حولها الشكوك والتساؤلات. حيث يصبح التهافت على التعاقدات ديدن الوزارات واللجان الاقتصادية. فتتصاعد اعمدة الدخان المنبعثة من رماد الأرض المحروقة، وترتفع شعارات الانتهازية والنفعية، التي تعيد ذاكرتنا إلى الأبيات التي قالها عبد الله بن عباس قبل ١٤٠٠ سنة، حين قال :-
خَلا لَكِ الجَوَّ فَبيضي وَاِصفِري. .
قَد رُفِعَ الفَخُّ فَماذا تَحذَري. .
وَنَقِّري ما شِئتِ أَن تُنَقَّري. .
والتي كررها الجواهري في قصيدته التي يقول في مطلعها (أي طرطرا تطرطري). .
عندئذ يضيع الخيط والعصفور مثلما ضاع في كل مرة في أجواء المغامرات الإدارية والتسويات الضبابية غير المرصودة، فتنقلب القواعد والمفاهيم، وتتراجع مؤشرات الأداء نحو الحضيض، لنعود بعدها من جديد إلى مكاننا البائس في مؤخرة الركب العالمي، حتى لم يعد وراءنا وراء. .