بقلم : أياد السماوي …
يوم بعد آخر تثبت حكومة مصطفى الكاظمي أنها ليست حكومة فاسدة وغير مؤهلة لإدارة البلد فحسب , بل هي حكومة المافيات السياسية والعصابات التي تحكم بقبضتها على مقدّرات البلد .. قبل يومين صوّت مجلس وزراء مصطفى الكاظمي على قائمة بأسماء مرّشحي سفراء العراق في الخارج .. ففي الوقت الذي يتطلّب فيه تقليص عدد سفارات العراق في الخارج التي يبلغ عددها أكثر من ثمانين سفارة وممثليّة , وغلق عدد كبير من هذه السفارات والممثليات بسبب عدم وجود أيّة علاقات أو مصالح اقتصادية مع البلدان التي تتواجد فيها هذه السفارات والممثليات , وعدم وجود جالية عراقية فيها , تصرّ حكومة المافيات السياسية برئاسة مصطفى الكاظمي على الاستمرار بنهب واستنزاف أموال الشعب العراقي بطريقة لا يرضى بها سوى عديمي الشرف وفاقدي الغيرة الوطنية والحرص والأمانة .. والمصيبة أنّ أكثر من نصف هذه السفارات والممثليات موجودة في دول ليس فيها مواطن عراقي واحد , ولا يوجد بيننا وبين هذه الدول أيّ تبادل تجاري أو اقتصادي , والأمثلة على هذه البلدان كثيرة وموّزعة على كلّ القارات .. فما هو حجم التبادل التجاري مع بلدان مثل فيتنام أو كينيا أو فنزويلا أو تشيلي أو السنغال أو جنوب أفريقيا أو بنغلادش أو تايلند , وما هو عدد العراقيين الموجودين في هذه الدول ؟ وهل هنالك ضرورة لوجود سفير في الفاتيكان والسفير العراقي موجود في روما ولا يبعد سوى شمرة عصا ؟ كم يبلغ عدد الموظفين في كلّ سفارة وكم هو حجم الإنفاق على كلّ سفارة من هذه السفارات , ولماذا لا يقتصر وجود السفارات على الدول التي لنا معها علاقات اقتصادية وتجارية كبيرة وتتواجد فيها جاليات عراقية كبيرة ؟؟؟ ..
نظرة أولية على أسماء المرّشحين لشغل منصب سفير في هذه القائمة ستجد أنّ نسبة 75% من هذه الأسماء هم مرشحوا الكتل السياسية , وهذا مخالف لنص قانون الخدمة الخارجية وما جاء في نص المادة 9 / ثالثا ( يجوز مع مراعاة الشروط المنصوص عليها في المادة (9/ثانيا) باستثناء ما ورد في الفقره (هـ) منها تعيين السفراء من خارج السلك الدبلوماسي،على ان لاتزيد نسبتهم على (25 %) خمس وعشرين من المائة من مجموع السفراء بناءاً على مقترح مجلس الوزراء ولمجلس الوزراء تعديل هذه النسبة متى ما وجد مصلحة في ذلك ) .. وتعديل هذه النسبة يجب أن يكون لمصلحة للبلد وليس مصلحة الكتل السياسية المتحاصصة ومصلحة أقارب بعض السياسيين المتنفذين .. قائمة أسماء مرّشحي سفراء العراق قد شملت ثلاثة مجموعات .. المجموعة الأولى هم مرشحوا المافيات السياسية من غير الأقارب , والمجموعة الثانية هم مرشحوا أقارب بعض السياسيين وأخوتهم وزوجاتهم , والمجموعة الثالثة هم موظفوا وزارة الخارجية والذين لم تتعدّى نسبتهم 25% خلافا للقانون ..
نعود إلى ملّف التعيينات في وزارة الخارجية , فهذا الملّف لربّما من الملّفات التي تزكم الأنوف ليس للهدر الكبير في المال العام والإنفاق غير المبرر فحسب , بل للطريقة التي تحاصص بها اللصوص في تعيين السفراء والمستشارين والموظفين في سفارات العراق في عموم دول العالم , فاللصوص لم يكفيهم ما سرقوه من أموال الشعب العراقي , بل عمدوا إلى تعيين أخوتهم وأقاربهم وزوجاتهم في السلك الدبلوماسي وحسب موقع اللص في الدولة , فكلّما كان اللص كبيرا في مواقع المسؤولية , كانت لأقاربه سفارات الدرجة الأولى .. أمّا بخصوص الأسماء التي تمّ ترشيحها والمصادقة عليها من قبل مجلس وزراء حكومة المافيات السياسية , فهي فضيحة جديدة تضاف إلى ملّف فضائح حكومة المافيات , حيث أنّ الكثير من هذه الأسماء من لهم ارتباطات سابقة مع حزب البعث المحظور .. لا أريد التحدّث عن هذا الأسماء فما كتب على صفحات التواصل الاجتماعي عن بعض هذه الأسماء يكفي لإلحاق العار الأبدي بالدبلوماسية العراقية ..