بقلم : أياد السماوي …
شهران ونصف تقريبا ما بين حريق مستشفى أبن الخطيب في بغداد الذي اندلع في مساء الرابع والعشرين من نيسان وبين حريق مستشفى الحسين التعليمي في محافظة ذي قار الذي أندلع مساء أمس الثاني عشر من تموز .. ومن المفارقات المؤلمة أنّ الحريقين قد حدثا في القسم المخصص لمعالجة المصابين بمرض الكورونا .. في حريق أبن الخطيب تجاوز عدد الضحايا المائة ضحية من نزلاء المستشفى , وفي حريق مستشفى الحسين لا زال عدد الضحايا في ارتفاع مستمر حيث بلغ عدد الضحايا حتى ساعات الفجر الأولى من هذا اليوم أكثر من خمسين ضحية من نزلاء المستشفى المصابين أيضا بوباء الكورونا .. كاتب هذا المقال كتب مقالا في 25 / 04 / 2021 تحت عنوان ( من الجاني في كارثة مستشفى أبن الخطيب ؟؟؟ ) قلت فيه :
( من هو الجاني في كارثة مستشفى أبن الخطيب التي روّعت العراقيين مساء يوم أمس ؟ وهل كان الحريق متعمدّا أم إهمالا ولا مبالاة واستهتار بحياة الناس ؟ حتى هذه اللحظة لا يوجد أي دليل على أنّ الحريق الذي اندلع في مستشفى أبن الخطيب (التويثة) سابقا قد تمّ بفعل فاعل بقصد الإيقاع بأكبر عدد من الضحايا الأبرياء كما يحصل عادة في العمليات الإرهابية التي تنّفذها داعش .. كلّ الدلائل المتوّفرة حتى اللحظة تؤكد أنّ الإهمال وعدم مراعاة شروط الصيانة وعدم وجود منظومة لإطفاء الحرائق في المستشفى وعدم وضع قناني الأوكسجين بطريقة صحيحة , هي السبب في أرتفاع أعداد الضحايا الذي اقترب من المائة حتى كتابة هذا المقال .. والسؤال الذي يدور على ألسنة الجميع , من هو الجاني في كارثة مستشفى أبن الخطيب ؟ فهل هو مدير قسم الصيانة في المستشفى ؟ أم مدير المستشفى ؟ أم مدير عام صحة الرصافة ؟ أم وزير الصحة ؟ أم النظام الصحي المتهرئ ؟ أم النظام السياسي الفاسد ؟ لسنا من السذاجة لنرمي المسؤولية بخانة هذا الموظف أو ذاك من أجل امتصاص نقمة الشعب الغاضب .. فالجاني في هذه المأساة المروّعة هو النظام السياسي الفاسد الذي أنتج هذا النظام الصحي المتهرئ .. ومن سوء حظ الشعب العراقي أن يتوّلى أفسد خلق الله مسؤولية وإدارة القطاع الصحي في العراق منذ سقوط النظام الديكتاتوري وحتى هذه اللحظة ) .. وفي نهاية هذا المقال كتبنا (أيها العراقيون .. لا عزاء لكم في هذه المأساة إن لم تهبّوا لاقتلاع الكاظمي ومن جاء به رئيسا للوزراء ) .
وها نحن بعد كارثة مستشفى الحسين التعليمي التي حدثت مساء أمس , نعيد ذات الكلام الذي كتبناه بعد حادثة مستشفى أبن الخطيب قبل شهرين ونصف تقريبا ونقول لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي .. لسنا من السذاجة أيّها الساذج لنرمي المسؤولية في هذه المأساة في خانة هذا الموظف أو ذاك من أجل امتصاص نقمة الشعب الغاضب , فالجاني في هذه المأساة المروّعة هو النظام السياسي القذر الذي جاء بك رئيسا للوزراء وأنتج لنا هذا النظام الصحي المتهرئ والفاسد والذي تسيطر عليه كتلة سائرون .. فإذا كان وزير الصحة المستقيل هو كبش الفداء في حريق مستشفى أبن الخطيب , فهذه المرّة يجب أن تكون أنت وعصابتك المجرمة المحيطة بك كبش الفداء , وليس هاني العقابي الملّقب ( هاني الوسخ ) الذي حلّ محل الوزير المستقيل , والذي ينتمي لكتلة سائرون .. وما تقرّر في اجتماعك مساء أمس من قرارات سخيفة واستخفاف بعقول الناس , لا نشتريها بكعب حذاء متهرئ , ولو كانت اللجنة التحقيقة السابقة التي شّكلّتها بعد مأساة مستشفى أبن الخطيب , قد وقفت على الأسباب الحقيقية التي تسّبّت بالمأساة , لما حدثت هذه المأساة الثانية بعد شهرين ونصف من تلك المأساة المروّعة , وقرارك أيّها الساذج الوغد بتشكيل لجنة تحقيقية للوقوف على ملابسات الكارثة .. تمّسّح به .. فحياة كلّ عراقي أغلى ألف مرّة منك ومن حكومتك الفاسدة ومن جاء بك رئيسا للوزراء .. أمّا أنتم أيّها العراقيون المفجوعون بهذه المأساة المروّعة , أقولها لكم للمرّة الثانية .. لا عزاء لكم ما لم تقتلعوا هذا الكاظمي الوغد ومن جاء به رئيسا للوزراء .. إرحل أيّها الوغد ..