بقلم : هادي جلو مرعي …
ماتقره الحكومات في العادة من إجراءات هدفها بث الطمأنينة في النفس البشرية التي ترغب في تلبية حاجاتها للطعام والدواء والأمن، وكل حاجة من ضرورات الحياة التي تفترض رؤية واقعية، وعدم تحميل المواطن المزيد من الأعباء الإقتصادية مع مايمر به الوطن من تحديات على صعد شتى، وقد تعمد الحكومات الى توزيع سلال غذائية للمواطنين الذين يؤمنون أن واجب الدولة الأساس هو ضمان العيش الكريم لهم ولأسرهم.
في سنوات مرت غالبا ماكان الناس يشكون من سوء ورداءة المواد التي تقدم لهم، والوقت الذي يستهلكه المواطن للحصول عليها من الوكلاء المعتمدين الذين يتقاضون مبالغ رمزية مقابل توريدها من منافذ وزارة التجارة، وكانت المساعي حثيثة لتطوير السلة الغذائية من خلال إضافة المزيد من المفردات، وتجاوز أن تكون بعض المواد المدرجة فيها من مناشيء غير رصينة، والتأكيد على ضرورة مراعاة الجودة بمايليق بالأسرة العراقية التي تريد أن تستشعر على الدوام الإهتمام بها، ومراعاة ظروفها الخاصة التي هي التحدي الأكبر.
وقد أعلنت وزارة التجارة، إن المواطن سيتفاجأ بنوع المواد التي ستوزع مؤكدة تضمينها الرز البسمتي الهندي الأصلي، وكذلك الفاصوليا من المنشأ الأرجنتيني، ومعجون الطماطم من المنشأ التركي، فضلا عن الزيت والسكر الذي هو من منشأ برازيلي، ومنتج آخر من أحد المعامل الوطنية في بابل.
نشهد اليوم تحولا في الرؤية للأمن الإقتصادي، وتلبية متطلبات المواطنين حيث التنوع في المناشيء، وفي نوع المواد المقدمة وجودتها، ومنها الرز الذي كان يباع حصرا وباسعار عالية في المحال التجارية التي لايقوى كل أحد على إرتيادها، عدا عن مواد أخرى من دول مختلفة، وهو مايؤشر إهتماما متزايدا وعودة الى التفكير المسؤول تجاه حاجات الناس المختلفة التي تشرع الحكومة في توفيرها، وقد لمس المواطنون الذين تسلموا مواد غذائية جودة المواد التي سلمت لهم، ونأمل حتما أن تتصاعد الإجراءات التي تسهل على المواطن أن يحصل على حاجاته دون تعقيد وروتين.