بقلم : سمير داود حنوش …
هل تظن إن قرار الإنسحاب من الإنتخابات كان قراراً صائباً ؟ وهل تظن أيُها السيد أن قرارك الذي أُتخذ سيمنع الفاسدين من فسادهم ويُوقف اللصوص عن سرقاتهم وبيعهم لوطنهم ؟، ثم ماذا سيكون مصير شعارك شلع قلع ؟، لكن يبدو أن مُستشاريك وناصحيك لم يوضحوا لك الصورة وجعلوك تتخذ القرار قبل إكتمال هذه اللوحة.
نعم أيُها الزعيم..لقد كان قرارك بالإنسحاب من الإنتخابات قراراً مُتسرعاً يستفيد منه الفاسدين وباعة الوطن لأنه يفتح لهم باب العودة الى السلطة دون معارض أو منازع، وكان بإمكانك أن تستفيد من حشودك المليونية للضغط على هذه الحكومة المُتهرّئة للنيل من الفاسدين، لكن من الواضح أنك إخترت الطريق الأقصر, لكني ناصحٌ لك إن إعتزالك المواجهة لا يعني أن المحنة قد إنتهتْ بل العكس فقد وضعت الشعب في موقف حرج لايُحسد عليه بين أن ينتخب أو لاينتخب في إنتخابات قد تُجرى أو لاتُجرى.
مُشكلتنا أيُها السيد في قادة هذا البلد في انهم دائماً مايميلون إلى ترحيل الأزمات من دورة إلى اخرى دون حلول أو مواجهة وهذا بحد ذاته كارثة سياسية تهدد المعبد بالسقوط على رؤوس ساكنيه.
لقد أضاف مناصريك ومؤيديك إلى قرارك عبئاً كبيراً عندما قام بعضهم بحرق بطاقاتهم الإنتخابية، فأي شرعية ستحتضن هذه الإنتخابات ؟ وماذا سيكون قرار الشعب هل يُشارك أم لا ؟.
أغلب اللصوص وأشباه السياسيين سيجدون قراركم فرصة ذهبية قد لاتتكرر لشرعنّة وديمومة فسادهم وعودتهم إلى السلطة دون أي منافس. وستكون هذه الإنتخابات (إن حصلت) أعياد ومناسبات للفرح لأنه بالتأكيد هم الفائزين وستتكرر تلك الوجوه ولا أدري أيُها السيد لماذا يُراودني شعور أنك ادركت أن السفينة مُقبلة على الغرق فآثرت النجاة وتلك تُحسب لذكائك، أما هذا الشعب فأنه بات يُدرك جيداً أن مصير هذا البلد ذاهب إلى المجهول إن حصلت الإنتخابات أو لم تحصل.