بقلم : هادي جلو مرعي …
في السياسة يمكن الحديث عن كل شيء، ويمكن تغييب الحقائق وتضييعها، وتضليل الناس وخداعهم، ووضعهم في خانات يؤمنون لوهلة أنها قدرهم المحتوم، وليس لهم إلا التسليم والإذعان، وعدم الإحتجاج لأنه يسلبهم رضا الحاكم الذي قرر بخلاف إرادتهم أن يتوجه الوجهة التي يريد، وماعليهم إلا المساندة، والهتاف بالرضا الكامل والدائم، وهو ماحصل لعالمنا العربي، وتحديدا في السنوات الأخيرة حيث التوجه الى علاقة غير متكافئة مع المحتل والغاصب والترويج له، والتعامل معه بوصفه حليفا، والذهاب أبعد من ذلك الى فتح السفارات في تل أبيب ومحاربة الشعب الفلسطيني، والتضييق على الحكومة الفلسطينية ومحاصرتها بعد أن رفضت السير في موكب التهريج والخنوع، وأعلنت أن التنازل عن الحقوق هو تأكيد لبقاء الإحتلال، وتنازل عن القضية وتغييب لها وهو مالم يكن في يوم ضمن حسابات القيادة الفلسطينية على مر تاريخ القضية بالرغم من المشاركة في عديد جولات التفاوض بغية إشعار العالم أن المحتل لايريد التسليم بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولايريد الإعتراف بشيء ممايفترض به وفقا لإتفاقات عديدة أن يعترف به ويقره، ولكنه يصر على الدوام على الخداع والتضليل والإحتيال والعدوان.
فرق بين أن يكون هناك من يريد السير ضمن قافلة المطبلين والمطبعين والمنتكسين، وبين من يريد زراعة الأمل في النفوس التي تخشى على القضية، ومقاومة أساليب العدوان والحصار والتضييق التي هي سلوك وعقيدة لدى المحتل، ومن يسير بركابه متجاهلين أن هذه القضية أكبر من الحكومات، وأعمق من أن تكون فكرة عابرة، أو طموح، فقد إرتبطت بإرث حضاري وعقائدي سواء بالنسبة للفلسطينيين، أو العرب والمسلمين والمسيحيين الذين يتقصدهم المحتل بالتهميش، وسلب الحقوق، والتهجير، وهدم المنازل، والإعتقال، والقتل.
فلسطين هي الشمس التي لن تغيب لأنها مشرقة في النفوس والضمائر الحية.