بقلم : عبد الحسين عبدالرزاق …
لا ريب في ان اغتيال مدير بلدية كربلاء جريمة نكراء ويجب ان لا تمر كأخواتها اي جرائم قتل الناشطين المدنيين بلا عقاب من نفذها بدم بارد
واقول من نفذها وليس القاتل
ان القاتل هو من اشاع جريمة التجاوز على اموال الشعب وسرقتها ومن سمح بذلك وتساهل مع المجرمين الذين نهبوا الاموال ووضعوا اليد على العقارات بدون حق وشغلوا المناصب من غير استحقاق
كل هؤلاء السارقين والمتجاوزين ومن شاركهم ممن يفترض به انه الحارس او الحامي وذلك بسكوته او تسامحه معهم او تقصيره او تردده في محاسبتهم وانزال اقسى العقوبات بهم
والحماة هنا والحراس انما هم جميع الذين شجعوا ظاهرة الاستحواذ على اموال الشعب
وليس الاموال العامة كما جرت العادة على تسميتها وهي تسمية غير صحيحة وذلك لانه لا وجود لشيء اسمه مال عام وهذه التسمية اريد بها ان تكون الاموال اموال الحكومة تتصرف بها كما تشاء تعطي من تشاء وتحرم من تشاء من غير مراعاة للقوانين وكما كان يحدث في زمن الطاغية صدام وما يحدث اليوم في ظل هذه الحكومات الفاسدة
وعودة على بدء اقول ان اغتيال الشهيد عبير الخفاجي ما كان ليكون لولا تحول التجاوز والسرقة والاختلاس لاموال الشعب الى بطولة وشجاعة بنظر اغلب الناس فهو من كان وراء استهتار المجرم الذي نفذ الجريمة وغيره على ان يقوموا بهذه الافعال الشنيعة
وحتى نصون اموالنا ونصون ارواح من يحرسونها مثل الشهيد الخفاجي رحمه الله علينا جميعا نحن الشعب احتقار وازدراء أي شخص يمد يده وبدون حق الى اموال الشعب وابلاغ الجهات المعنية بهذه الجرائم ومحاسبتها في حال قصرت بواجبها في حماية الاموال والارواح
وعلى دوائر الحكومة ان تلتزم بالقوانين النافذة وان لا تكيل بمئة مكيال
ليس من حق الحكومة ان توزع الاراضي على اساس القربى منها او الولاء لها او أي معيار لم ينص عليه قانون
وهكذا يجب ان يكون عليه التعامل في كل المصالح الاخرى
ولنضرب على ذلك مثلا وهو قيام وزير النفط الحالي بتعيين اخته واخيه في احدى شركات الوزارة في الوقت الذي رفضت فيه تعيين المهندسين من ذوي الاختصاص
لقد مرت هذه الجريمة من غير ان يهتم بها احد لا من الشعب ولا من الحكومة
لقد تجاهلها الجميع كما تجاهل موضوع تخصيص قطع اراضي سكنية في مناطق مهمة في بغداد مثل الجادرية والمنصور لاعلاميين مقربين من قادة الاحزاب في الوقت الذي تضع فيه دوائر البلديات في المحافظات الف عقبة كأداء في طريق الصحفي الذي يروم تخصيص قطعة ارض سكنية له حتى ولو في الربع الخالي
هذه المواقف السيئة والتعاملات غير الصحيحة هي التي جرأت البعض على الحكومة وخطفت منها هيبتها
فالقاتل الحقيقي اذن ليس من ينفذ الجريمة وحده وانما يشترك معه جميع الذين شجعوا على الافعال الجرمية او تسامحوا معها والذين ينظرون الى مرتكبيها كما لو انهم محررو الاراضي السليبة