بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
لافغانستان حدود مباشرة مع الصين عبر ممر جبلي طويل يفصل بين باكستان وطاجيكستان اسمه (واخان) يربطها مباشرة بالصين عبر إقليم (شينجيانغ)، وتشترك معها في حدود طولها 80 كيلومتراً تقريباً من جهتها الشمالية الشرقية. .
ولسنا مغالين إذا قلنا ان طالبان ترى الآن في الصين مصدرا لشرعيتها الدولية، وتنظر إليها كداعم اقتصادي محتمل ووسيلة تأثير سياسية. فعلاقة الصين مع أفغانستان تعود إلى قرون مضت، عندما كانت كابول مركزا هاما على طريق الحرير الصيني الممتد عبر آسيا. وكانت أفغانستان من بين الدول الأولى التي شاركت بالتوقيع على صفقات الاستثمار الصينية العالمية، ضمن مبادرة (الحزام والطريق)، والتي تعتبر بمثابة النسخة المعاصرة من طريق الحرير التاريخي. .
وبالتالي فان القوة الكبرى المرشحة لمد جسور الدعم مع أفغانستان هي الصين، ودافعُها إلى ذلك السعي للاستفادة من الانسحاب الأمريكي عن طريق توسيع نطاق شبكة علاقاتها السياسية والاقتصادية هناك. فالصين ترغب بشدة في دخول أفغانستان، ويعزا ذلك في المقام الاول الى اهتمامها بثرواتها المعدنية الهائلة والنادرة وغير المستغلة، وإمكانية توظيفها في إطار مبادرة (الحزام والطريق) الصينية. .
ولا بد لنا ان نذكر هنا ان الصين افتتحت خطوط الشحن البري المباشر مع أفغانستان في أواخر عام 2018. وفي عام 2019، تم افتتاح خط قطار بضائع بين الصين وأفغانستان مروراً بأوزباكستان وكازاخستان. ووفقاً لبيانات هيئة الجمارك الصينية، فإن حجم التبادل التجاري بين الجانبين تضاعف من 338 مليون دولار في عام 2013، إلى 629 مليون دولار في عام 2019. .
وبالتالي فان التوسع المتوقع في الربط السككي بين الصين وافغانستان يمثل مقدمة لاستقرار مستدام، ويمهد الطريق لدخول أفغانستان (المغلقة جغرافيا) كطرف في الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني خصوصاً بعد تحول ميناء جوادر الباكستاني إلى أهم موقع لوجستي في جنوب آسيا. .
وما هي الا بضعة أسابيع تفصلنا عن سماع خبر توقيع اتفاقية الإطار الاقتصادي بين الصين وافغانستان، وقديما قالوا: مصائب قوم عند قوم فوائد. .