بقلم : هادي جلو مرعي …
كل دولة تتدخل في شؤون الدول مستخدمة قوتها العسكرية، ونفوذها السياسي والإقتصادي، تتصرف بطريقة سافلة تشبه سلوك ومزاج رجل منحرف يغتصب إمرأة دون أن يلتفت الى مشاعرها وكرامتها وشرفها، وينشغل برغبته الحقيرة التي تلبي غريزته المنحطة.
مارست دول كبرى عبر التاريخ وإمبرطوريات عظمى ذلك الدور القذر في تعاطيها مع الشعوب الفقيرة والتي تفتقد لنظام يدير مواردها حيث تمارس عملية نهب منظم فعلته بريطانيا عبر القارات الخمس، وتفعله الولايات المتحدة خلال القرن الحالي، وفعلته دول إحتلال وغزوات تاريخية في مختلف الفارات، مع ان التشابه كبير بين الدول والقبائل وسواها من منظومات سياسية وإجتماعية حيث تمارس دورا متماثلا يتمثل بالنهب والسلب والتدمير وتخريب الثقافة، وترك الشعوب نهبا للطائفية والصزاعات القومية والمناطقية التي تزيد من معاناتها وتبقيها في دوامة من العنف والمشاكل لاتكاد تنتهي،وتكون اثمانها باهظة بشريا وأخلاقيا وقيميا.
من الغريب أن يعول الناس على المحتل في تعديل المسار، وتحسين الأوضاع، وتعمير البلدان، وتنشئة أجيال من العلماء والمفكرين والمثقفين والمبتكرين الذين يتولون القيام بشؤون بلادهم، فالهم الأول للمحتل هو نهب الثروات، وإضعاف إرادة المواطنين، وتفكيك أواصر القربى والمحبة والتعاون بينهم ليكونوا صيدا سهلا، ولايستطيعون تحرير بلادهم، ولارد الغازي عنها، ولاطرد ذلك المحتل البغيض الذي وجدهم مختلفين، ثم يتركهم نهبا للتردي والضياع والشتات، وقد يدخلون في حروب ونزاعات لها أول، وليس لها آخر، وتكلفهم الأموال والأرواح وملايتصوره عقل، ولايقبله وجدان.
في غضون المائة عام المنصرمة أمثلة كثيرة على الدور التخريبي للإحتلالات التي شهدها العالم، فقارة مترامية مثل آسيا، وقارة غنية مثل أفريقيا ماتزال تعاني بالرغم من تحررها بعد أن أستنزفت مواردها، وقتل وشرد سكانها، وأسست فيها حكومات ضعيفة، وكبلت بإتفاقيات ومعاهدات قاسية، ومن الأمثلة على ذلك مافعله المحتل بالقارة الهندية التي قسمت الى دول عدة، وتركت كشمير كقنبلة موقوتة بين الهند وباكستان، وماحصل للدول العربية ضحية الإحتلالات المتعاقبة على مدى الخمسمائة عام الماضية، وجرى ذلك لبلدان في أمريكا اللاتينية وآسيا، وهي أمثلة واضحة على عدم إهتمام المحتل بالبلدان التي يستنزفها لغايات تتعلق بمصالحه وحسب، وليس أكثر من ذلك،ولهذا فالمحتلون دائما سفلة.