بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
أصبح الفاشلون بمنأى عن الرصد والنقد، وأصبحت لديهم صالونات لتلميع صورتهم وتحسين چهرتهم بأدوات إعلامية مأجورة، منحتهم مرايا مزيفة، لكنها مقلوبة، فحولت فشلهم الى نجاح على صفحات منصات التواصل. .
فلا تستغرب إذا تصفحت حساباً باسم (العملاق) يتحدث عن قزم قبيح، ولا تندهش إذا اكتشفت حسابا بعنوان (قصة نجاح) يحكي عن مدير فاشل. فالمواقع الزئبقية المنافقة تُشترى هذه الأيام بالمال العام، وتتلقى الهدايا والإكراميات السخية من بوابات المنافع الاجتمالية المفتوحة على خزانات المؤسسات الحكومية، وغير مسموح لك بكشفها وتسليط الاضواء عليها، خصوصا عندما تقف وحدك بازاء هذه الجموع الغفيرة المأجورة التي باتت تتكاثر بالإنشطار. .
ولن تفلح وحدك أبداً في فضحهم وإدانتهم وسط تزاحم صالونات التجميل التي باتت في خدمة الذين رسموا خارطة الفشل. .
أمام هذه المهزلة العبثية عُدت بالذاكرة إلى ما ذكره خاتم الانبياء (ص)، حين قال:-
ستَأتي على الناسِ سنوات خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصادِقُ ويؤتَمَنُ فيها الخائِنُ ويُخَوَّنُ فيها الأمينُ ويَنطِقُ فيها الرُّوَيبِضَةُ قيل وما الرُّوَيبِضَةُ قال السَّفِيهُ يتكَلَّمُ في أمرِ العامَّةِ. .
وفي الحديث علامةٌ من علامات انقلاب الموازين، فيصير الكاذب مصدَّقاً عند النَّاس، ويُكذَّب الصَّادق، ويؤتَمن الخائن، ويخوَّن الأمين، ويصبح القرار والأمر بيد صالونات التزويق الإعلامي. .