بقلم أياد السماوي …
في حديث صحفي لرئيس تحالف الفتح هادي العامري جرى قبل يومين , أعلن فيه رفضه تعاقد وزارة الداخلية العراقية مع شركة ( علم أركان ) السعودية وتسليمها كلّ البيانات المتعلّقة بالمرور والمركبات كون هذا التعاقد يشّكلّ خطر على أمن البلاد .. مبينا أنّ قرار تفويض وزارة الداخلية العراقية التعاقد مع شركة سعودية وتسليمها كل بيانات المرور والمركبات خارج الوزارة أمر غير مقبول ويعد خرقا أمنيا , وأضاف ( سنضغط لعدم تفاوض وزارة الداخلية العراقية بالتعاقد مع شركة سعودية وهذه قضية امنية حساسة لا يتم التعامل معها بهذا الشكل ) .. ويبدو أنّ رئيس تحالف الفتح هادي العامري قد علم متأخرا بقرار مجلس الوزراء المرّقم 260 في 4 / 8 / 2021 الذي تضمّن موافقة مجلس الوزراء على تخويل وزارة صلاحية التعاقد مع شركة ( علم أركان السعودية ) لتنفيذ نظام مروري إلكتروني متكامل بأسلوب ( بوت ) , واستثنائه من تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم 2 لسنة 2014 والضوابط الملحقة بها , ومن تعليمات قانون الموازنة الاتحادية ..
شيء عظيم أن يأخذ أمن المرور والمركبات هذا الحيز من اهتمام السادة السياسيين , وإن كان الأجدر بالسيد هادي العامري أن يسأل مجلس الوزراء لماذا تمّ استثناء هذا العقد من تعليمات تنفيذ العقود وتعليمات قانون الموازنة ؟؟ ولماذا استثنيت جميع العقود التي أبرمتها حكومة مصطفى الكاظمي من تعليمات تنفيذ العقود وتعليمات الموازنة ؟؟ أليس هذا دليل دامغ على فساد هذه العقود خصوصا عقود المناطق المحرّرة التي استولى عليها أبن الرفيق المناضل ريكان الحلبوسي ؟؟ وبدورنا نسأل السيد العامري باعتباره واحد من أهم الذين جاؤوا بالكاظمي لرئاسة الوزراء , أيّهما أكثر خطرا على أمن البلد , البيانات المتعلّقة بالمركبات أم البيانات المتعقلة بالجيش والحشد والاقتصاد والأفراد والأجهزة الأمنية ؟؟ وهل يعلم السيد هادي العامري أنّ أخطر المعلومات المتعلّقة عن أمن البلد تعلم بتفاصيلها الدقيقة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية والسعودية والأماراتية , بل وكلّ أجهزة المخابرات في العالم ؟؟؟ عن أيّ أمن تتحدّث أيها ( المجاهد ) أبا حسن وجهاز المخابرات الوطني العراقي مخترق من ألفه إلى ياءه وكذلك الأجهزة الأمنية الأخرى ؟؟ وهل تعلم يا أبا حسن أنّ أبن الرفيق ريكان الحلبوسي استطاع فقط في حكومة الكاظمي أن يدّس أكثر من ألف وخمسمائة ضابط بعثي فقط في جهاز المخابرات ؟؟ وهل تعلم حجم التغييرات الهيكيلية التي أجرتها حكومة مصطفى الكاظمي في الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى ؟؟ وهل تعلم أنّك وكلّ الطبقة السياسية مراقبون من قبل مخابرات أمريكا وإسرائيل حتى في داخل غرف منامكم ؟؟ وهل تعلم أنّ من جئتم به رئيسا للوزراء هو عميلا مزدوجا لمخابرات أمريكا وإسرائيل ؟؟ تذّكر هذا الكلام أخي أبا حسن بعد أيام حين تذهب حكومة الكاظمي إلى الجحيم وتكشف جميع الملّفات وخاصة ملّفات جهاز المخابرات , ستكتشفوا ولكن بعد فوات الأوان أيّة جريمة اقترفتموها بحق بلدكم وشعبكم حين وليّتم مصطفى الكاظمي ومشرق عباس وأحمد نجاتي وباقي العملاء والمجرمين على مقدرات بلدكم وشعبكم .. وحينها لن ينفع الندم لأنّ حجم الكارثة كبيرا وكبيرا جدا .. وسأكون أول من يطالب بمحاكمة كلّ من جاء بالكاظمي رئيسا لجهاز المخابرات الوطني ومن ثمّ رئيسا للوزراء ..