بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
يكتسب المدراء العامون في العراق صلاحيات واسعة كلما اقترب العد التنازلي للانتخابات النيابية. ففي هذه المرحلة الحرجة يصبح الوزراء على وشك المغادرة، فيحزموا حقائبهم تمهيدا للرحيل، واستعدادا لمجيء وزير بديل، عندئذ تكون الظروف مؤاتية للمدراء لكي ينتهزوا انشغال الوزير فتراهم يتصرفون على هواهم وكيفما يشاءون. .
في مثل هذه الأيام تتسارع خطواتهم نحو ابرام العقود المشبوهة وعقد الصفقات المريبة. ويعمل معظمهم بشعار:
خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شِئتِ أَن تُنَقَّري.
فترى معظمهم يلعبون (لعب الخضيري بالشط). حيث لا رقيب ولا حسيب ولا رادع ولا وازع. .
في هذه المرحلة الانتقالية يتفرعن المدير ويتحول الى امبراطور، ويصبح سلطانا في مملكته فيلتف حوله الانتهازيون والمرتزقة، ويضحك عليه ممن ينظر إليه غنيمة، فريسة، طريدة يتوجب حلبها كلما أمكن. .
يقيمون حوله جداراً لا نرى منه إلا ما يرون، فتصبح قرارته الارتجالية ذهباً يلمع، ثم يتحول هذا المدير (الفطير) إلى أرجوحة يركبها المنتفعون. .
تتسم هذه المرحلة القلقة بالتخبط الأعمى في اتخاذ القرارات، وتنفيذها دون دراسة او تطبيق، ودون ان يكون لها اي صلة او ارتباط بالمصلحة العامة، وسيصبح المدير دكتاتوراً متسلطاً في ادارته حتى لو أدى ذلك الى فشله وتورطه. لكن المتضرر الحقيقي في نهاية المطاف هو البلد الذي صار ضحية للفاشلين. .