بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
سبق لي ان حصلت على شهادتين فخريتين من مؤسستين بحريتين، (إحداهما عربية والأخرى أوربية)، من دون ان يعلم المتربصون، وما ان حصلت على الشهادة الثالثة من أكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية، حتى تفجر أصحاب النفوس المريضة بالغضب، وراحوا يملئون صفحات شبكات التواصل بتعليقاتهم المسمومة. رغم ان بعضهم كانوا يقرأون مؤلفاتي البحرية والمينائية، ويتابعون كتاباتي، ويعلمون بمشاركاتي في المؤتمرات البحرية المحلية والعربية، وعلى إطلاع تام بسجل خدمتي الطويلة في سلك الإرشاد البحري. ومع ذلك ثارت ثائرتهم، وتجاوزت اعتراضاتهم حدود المعقول، ومنهم من كان يجاورني ويجالسني ويستأنس برأيي، ويعلم ان الشهادة الفخرية تُمنح لبعض الاشخاص تقديرا لجهودهم في مجالات معينة أو إنجازات مهنية أو علمية أو اجتماعية، ولا يمكن للحاصل عليها العمل بها، خصوصا لمن كان بعمري (٧٠ سنة)، فالشهادة الفخرية لقب غير مرتبط بمرتبه أو درجة علمية، شأنها شأن الجوائز التي تمنحها الجامعات للأفراد تقديرا لإسهاماتهم الاستثنائية. .
ومن الناس من يحمل أكثر من شهادة فخرية، نذكر منهم القس ثيودور هسبيرغ الذي حصل في حياته على 150 درجة فخرية. من دون ان يعترض عليه أحد. .
يحق لأي انسان ان يعترض ويبدي رأيه في مثل هذه الأمور، لكن مشكلتي ان شيخ المعترضين على هذه الشهادات الرمزية لم يكن من الذين يعملون في البحر، ولا تتجاوز خدمته بضعة أسابيع أمضاها على متن قارب صغيرة، ثم انتقل للعمل في تشكيلات وزارة النقل ليصبح أدميرالا متبخترا فوق اليابسة، ويلتحق بركب المنظرين والمتفلسفين ليقود اسطوله في بحار الثرثرة. .
ختاماً: لا أدعو إلى إعطاء أية أهمية لكلام الحاقدين ولا لصنيعهم نحو من يرتقي سلم النجاح، فذِكر أعداء النجاح جاء بهدف الدعوة إلى السير في دروب النجاح دون الالتفات لهم وتضييع الجهد والوقت في مواجهة، فالمطلوب هو جعل كل ما يأتي منهم وقودا للاستمرار في النجاح ولمزيد من المثابرة. .