بقلم : عبدالحسين عبدالرزاق …
الجزء الاول \\
منذ عرفت النائب عن البصرة الدكتور خلف عبد الصمد قبل عشرة اعوام خالطته فيها مخالطة الصديق للصديق وأنا اتساءل لماذا يعيش هذا الزاهد بكل ما عند الناس من حطام الدنيا
ترى ما هي غايته وليس ثمة ما يغريه مما في يد غيره من مال او غيره فليس هو بالمولع بما يخطف العيون والقلوب من جمال النساء
وليس عنده من رغبة في بناء القصور او السكنى فيها
ولاهو بالذي تستهويه موائد الطعام والشراب
كل هذا وغيره لم ألق عنده ما يستعذبه او يشتهيه او يغريه ابدا
فهو البسيط في كل شيئ فأما من حيث المسكن فهو مازال لم يستبدل الدار البسيطة التي يسكنها في السكن الجامعي في باب الزبير بأخرى
وعندما كان محافظا رفض ان ينتقل الى بيت المحافظ المطل على شط العرب وجعل منه دار استراحة لزوار البصرة
وهكذا هو شأنه مع كل ما يرغب فيه الناس ويودون لو يملأوون به بيوتهم من آثاث فاخر وفراش وثير وكل ما فيه بهرج الحياة الدنيا وزينتها
فلمن يجمع الدكتور خلف الاموال ويكتنزها وليس عنده من موضوع يستخدمه فيها ؟؟؟
فلماذا يحاول البعض ان يرسم له صورة الطامع في الدنيا وهو الزاهد فيها ؟؟؟
ولماذا يسيء البعض الآخر الى النزاهة في عنوانها الكبير ؟؟؟
فأذا لم يكن خلف عبدالصمد الرجل والانسان والمسؤول النزيه فمن هو غيره أذن ؟؟؟
نعم من هو ذاك الذي يتقدم عليه بنزاهته وعفته واخلاصه في عمله وحبه للبصرة واهلها
ومن هو ذاك الذي يشبهه في جده في العمل وحرصه على الوقت فهو المحافظ الوحيد واقولها وانا اتحدى كل من يحاول ان يثبت العكس الذي يدخل مكتبه في المحافظة قبل موظيفيها ولا يخرج منها قبل ان يغادرها آخر موظف
وعندما يذهب الى بيته فعادة ما يحمل معه الملفات الكثيرة من طلبات ومعاملات ومطالعات وكتب ادارية ينظر فيها جميعا ولا يترك منها لغد ما يجب ان ينجزه اليوم
ولم اعرف عنه انه أجل مقابلة احد او أرجأ النظر في طلب او كتاب
او رفض ما كان حقا عليه ان يستجيب له او وافق على ما كان قد خالف قانونا او انظمة رسمية
فيها ما يحمي العدالة ويجنب الحكومة من أن تكون خصما لمواطن
ومن صفاته انه لا يجامل في ان يفرض القانون ولا يقبل المساومة على حق للدولة او الناس ولطالما رفض الوساطات وزهد بما سال له لعاب الآخرين من موائد عامرة بكل ما لذ وطاب
وربما حاسب من أستسهل التصرف بالمال العام طمعا في رضاه او القرب منه
ترى أين اخطأ الدكتور خلف حتى يجعل منه البعض مرمى لسهام التسقيط
أن عملا كهذا لهو أسوء من جميع ما قد يوصف بأنه السقوط في مهاوي الرذيلة
ان الدكتور خلف لأحرص من تولى المسؤولية فأعطاها حقها
وفي البصرة كان هذا الرجل الولهان بعشقها مازال يحلم بها وهي تعود الى شبابها وجمالها من قبل ان تمر عليها حوادث الايام فتشوه ما كان جميلا منها ويفرق ما بينها وبين ايامها السعيدة
ولهذا كان ومنذ يومه الاول له فيها كمحافظ شرع في ان يعيد اليها رونقها وبهاءها
وخلال سنة وثمانية أشهر وهي عمر الزمن الذي كان فيه محافظا للبصرة تمكن من أن يشحذ العزائم ويستنفر المشاعر لتتحول الى طاقات ثم جهود عملاقة انجزت ما لم يكن بالوسع انجازه خلال هذه المدة القصيرة
ولم يكن هذا وحده كل ما يمكن ان نرسم به صورة محافظ لا يشبهه محافظ وحريص لا يشبهه حريص ونزيه لا يجوز لأحد ان يشك في نزاهته فهناك ما سنأتي على ذكره لاحقا
وللحديث بقية