بقلم : سرى العبيدي …
الحرب الناعمة تستحق أن نطلق عليها تسمية الحرب الشيطانية التي يشتغل، عليها شياطين الإنس والجن مع بعض، ومن يعمل بها شيطان رجيم.
قال الله تعالى {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا }
تعد الحرب الناعمة شكلا جديدا من اشكال الحرب، والتي تندرج تحت عناوين براقة وجذابة وتلامس المشاعر، ومن هذه العناوين البراقة هي الديمقراطية او الحرية الشخصية، وهي العناوين الاكثر شيوعا، وبالاخص في هذه الفترة؛ عندما ينطلق المفتونون بالحضارة الغربية بصراخ والعويل، ان كل شخص لها الحرية في اختيار ما يريد، وان يعمل ما يريد، وان يلبس مايريد؛ تحت عنوان الحرية، وهي عناوين لا تنسجم البتة، مع تقاليدنا وأعرافنا وعاداتنا وقيما المجتمعية، وقناعاتنا الدينية، خصوصا أنها لاتنسجم اطلاقا، بأي حال من الاحوال؛ مع عادات وتقاليد المجتمع الاسلامي.
ومن الملحوض انه عندما يتكلم احدا ما؛ عن الحرب الناعمة وخطورتها، وانه يجب موجهتها تنطلق الاقلام والافواه القذرة، المتشبعة بالفكر الشيطاني، ان هذا من الحرية الشخصية، وأن لا دخل لأحد فيما يعمل الاخرين، ولايدركون إن هذه الحرب؛ تعمل على أفساد النفوس والاخلاق؛ وتضرب الناس في إيمانهم وقيمهم.
لعل اهم مايميز هذه الحرب؛ هو انه متدرجة وهادفة، تبدأ باتصرفات وإجراءات بسيطة، ربما يعدها كثيرين امورا بسيطة أو تافهة، والغرض أن تصبح عند المجتمع أمورا طبيعية، طثم تأخد في التطور حتى تصل الى مرحلة قذرة، وكما هو ظاهرا جلي لأولي الالباب، كيف كانت أغلب الدول العربية والاسلامية وكيف اصبحت الان.
وقد الحرب الناعمة بدات في هذه الفترة تأخذ منعطفا خطيرا جدا في اوساط الشباب، وذالك يعود لعده أسباب منها الإحتلال الأمريكي، وتأثيرات الثقافة التي يروج لها الغرب، وتداعيات المشروع الصهيو أمريكي..
ولعل المكان الخصب لتوسع هذه الحرب، هي الجامعات الحكومية أوالخاصة، وهذا نتيجة غياب واهمال الرقابة من قبل الدولة.
الأمر الذي يتطلب جهدا كبيرا تتظافر عليه جميع الفعاليات المجتمعية والرسمية، إضافة الى المسؤولية المباشرة للمؤسسة الدينية، ناهيك عن الأحزاب والقوى السياسية، لوضع الخطط المناسبة لمقاومة هذه الحرب التي لم تعد ناعمة، بل أصبحت حربا ضروسا شرسة.
سرى العبيدي / طالبة دكتوراه