بقلم : أياد السماوي …
( فريق أحمد .. تحقيق دقيق بالتجاوزات الموجودة وتنسحب أيديهم بالكامل وينحطون بالتوقيف كونهم ضباط في الداخلية .. هذوله الضباط لا يمّثلون الوزارة يمّثلون أنفسهم , هذوله الضباط الأثنين تحقيق كامل همّة ومن ساعدهم بهذا التحقيق الغير مهني ) .. كان هذا الكلام موجّها من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى الفريق أحمد أبو رغيف وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات عند لقاء رئيس الوزراء مساء يوم أمس بالقاتل الذي قتل زوجته وقام بحرق جثتها ورميها في النهر , والذي حكم عليه القضاء بالإعدام شنقا حتى الموت , هذه القصّة قد أثارت وهيّجت مشاعر الناس بعد الاستماع إلى اعترافات القاتل وما قام به من جريمة بشعة .. لكنّ الصدمة التي أصابت الرأي العام العراقي كانت أكبر بكثير بعد أن تبيّن أنّ الزوج القاتل لم يكن قاتلا , والزوجة القتيلة على قيد الحياة , وأنّ هذه القصّة برّمتها كانت عبارة عن اعترافات غير صحيحة انتزعت تحت التعذيب من الزوج المتّهم بعد أن تعرّض إلى قلع الأظافر والصعق بالكهرباء ..
المثير للسخرية هو لقاء رئيس الوزراء بالقاتل البريء وأبيه وعرض هذا اللقاء على وسائل الإعلام قبل البدء بتحقيق جاد وحقيقي يقف على الأسباب الحقيقية لتفّشي ظاهرة التعذيب المؤدّي إلى الموت في مراكز الشرطة والاستخبارات التابعة إلى وزارة الداخلية والتي أدّت حتى الآن إلى موت عدد من العراقيين الأبرياء في البصرة والموصل وبغداد تحت التعذيب الوحشي .. كما أنّ تكليف الفريق أحمد أبو رغيف المتّهم الأول بشيوع ظاهرة التعذيب بعد زوال الديكتاتورية , بالتحقيق في هذه الجريمة التي كادت أن تؤدي بحياة رجل بريء لم يرتكب أيّ جريمة إلى مقصلة الإعدام , هو بحد ذاته مهزلة ونكتة سخيفة مثيرة للسخرية هي الأخرى , فمثل هذا التكليف الأحمق ينطبق عليه المثل القائل ( ودّع البزون شحمة ) .. فكيف يكلّف من هو متّهم بإشاعة التعذيب وانتزاع الاعترافات الكاذبة من المعتقلين تحت وطأة التعذيب الوحشي والتهديد باغتصاب الأعراض ؟؟ وأين هي توصيات اللجنة النيابية رقم 148 التي اثبتت ممارسة التعذيب في لجنة أبو رغيف وطالبت بحلها وإحالة المتورطين بالتعذيب إلى القضاء العراقي ؟ وكذلك أين هي نتائج لجان التحقيق التي شكّلها الكاظمي بعد مقتل معتقلين في البصرة والموصل وبغداد تحت وطأة التعذيب الوحشي ؟ كما وهل يمكن الوثوق بتحقيقات دائرة فبركت وضلّلت الشعب العراقي بخصوص إلقائها القبض على منفذي تفجير سوق الوحيلات بمدينة الثورة ليلة عيد الأضحى والذي ذهب ضحيته عشرات الشهداء والجرحى , بعد ذلك تبيّن أنّ هذه المجموعة لا علاقة لها بهذا التفجير الأرهابي من قريب أو بعيد وأدت هذه المسرحية إلى قتل المتّهم (نوري مطر مربط ) الذي لقى حتفه تحت التعذيب .. وها أنا اتحدى مصطفى الكاظمي وحكومته ووزير داخليته , إذا قدّموا للشعب العراقي نتائج التحقيق الخاصة بالمجموعة التي قدّمتها قناة العراقية باعتبارهم المتورطين في تفجير سوق الوحيلات !!
ختاما أقول لمصطفى الكاظمي .. نهاية عمر حكومتك الأسوأ بالتأريخ العراقي قد اقترب ولم يتبّقى منه شيئا .. وعند الصباح يحمد القوم السرى ..