بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
في خطوة غبية غير مسبوقة تعاقد فيها مدير الموانئ مع شركة كورية لبناء خمسة ارصفة فقط، من دون ان يكون لديه التخصيص المالي. .
ولو سألنا أي معتوه في مستشفى المجانين عن خطوة التعاقد لتنفيذ مشروع بقيمة مليارين وثمانمائة مليون دولار من دون غطاء مالي، لجاءنا الجواب بالنفي والاستهجان. .
والغريب بالأمر ان وزارة النقل كانت منقادة بالكامل وراء هذه الخطوات الفرحانية الرعناء، ثم تفتقت مواهب (فرحان) عن فكرة الاقتراض من مصرف (TBI) ومن بنوك أخرى، فلم يحصل منها على ضالته، لكنه خرج علينا في الشهر الماضي ليعلمنا عن رغبته باقتراض ٤٠٠ مليون دولار من الشركة الكورية التي تعاقد معها لبناء الارصفة الوهمية، ثم عاد مرة أخرى ليخبرنا عن مضاعفة المبلغ إلى ٨٠٠ مليون دولار، من دون ان يقبض منهم فلساً واحداً، بعدها قرر (فرحان) إبرام حزمة من العقود الغامضة مع الموانئ الخليجية حول ميناء الفاو. .
وبالتالي فانه اختزل ٩٥ رصيفاً بخمسة ارصفة فقط. وان الشركة الكورية لم تباشر بتنفيذ الأرصفة الخمسة منذ عشرة أشهر، وانه دخل في دوامة الاقتراض المليارية ولم يفلت من قبضتها، ثم تعاقد من الاشقاء من دون إعلام الرأي العام ببنود تلك المغامرات المبهمة، بمعنى آخر ان (فرحان) امتطى صهوة التخبط بعيون معصوبة، وجمح بها نحو المقامرة بمستقبل هذا المشروع الكبير، وكان الله في عون الحكومة القادمة التي سوف تجد نفسها غارقة بالديون ومكبلة بالتعاقدات الخاسرة. .
سيرحل (فرحان) إن عاجلاً أو آجلاً لكننا سنصحو بعد رحيله على خراب البصرة، عندئذ ستكون الموانئ بارصفتها القديمة والحديثة في مهب الريح. .
ولات حين مندم. .