بقلم : صابر الحيران …
عندما يصبح وزير التربية من البصرة لا يعني انه يهمل مدارس المحافظات العراقية كلها، ويوجه اهتماماته كلها نحو البصرة. .
وعندما يصبح وزير الدفاع من البصرة لا يعني انه يتخلى عن واجباته الدفاعية عن العراق، ويأمر جيوشه بحماية البصرة وحدها. .
فالواجب الوطني لكل وزير، حتى لو كان من كوكب المشتري، يلزمه بتوزيع اهتماماته بالتساوي على المدن العراقية كلها. .
لا شك ان هذه البديهية لا يختلف عليها اثنان، باستثناء بعض المتفلسفين من المحسوبين على الطبقة المثقفة في البصرة، من امثال الدكتور هاشم الجزائري، والدكتور زكي عبد السادة، والدكتور صفاء الهلال، ومن كان على شاكلتهم، الذين ناصبوا وزير النقل الاسبق (كاظم فنجان الحمامي) العداء دونما سبب، وكلما ورد اسمه يذكرونه بالسوء، ويهتفون بصوت واحد: (ما الذي قدمه للبصرة ؟) متجاهلين انه الوزير العراقي الوحيد الذي انتعشت في زمنه تشكيلات الوزارة، وسجلت تعاظما مضطردا وغير مسبوق في ارتفاع ايراداتها المالية، وفي تصاعد حوافز الموظفين وأرباحهم ومخصصاتهم، وكان الوزير الوحيد الذي قام بتفعيل مشروع اسكان الموظفين، فخصص ٢٢٠٠٠ قطعة ارض لموظفي الموانئ والنقل البحري والنقل البري والسكك، وهو المشروع الذي اوقفه الوزير الذي جاء بعده من دون ان تحتج عليه جوقة المتفلسفين. .
كان تلفونه مفتوحا مع كل الموظفين، وكان قريبا منهم، يتحسس آلامهم ويشاركهم في افراحهم واتراحهم، بنى لهم مدينة (المسبار) واسكن عوائل الضحايا في المنازل الآمنة، وارسى قواعد المشاريع الاستراتيجية التي بدأها بساحة الترحيب الكبرى لموانئ العراق، واكمل كاسر الامواج الغربي لميناء الفاو، وتعاقد لشراء سفينتين حديثتين (شط العرب) و (الفاو). وارسل باقة من العاملين في البحر لتوسيع مداركهم المهنية في لندن، وكان جريئا لا يتردد في اتخاذ القرارات الفورية الحاسمة، بعكس الذين جاءوا بعده. وكانت سلطة الموانئ في زمنه هي العليا، بينما كانت ارصفتها تعج بالسفن التجارية، بعكس ما ترونه الآن حيث تراجعت سلطة الموانئ امام تعاظم سلطات هيئة المنافذ، وغادرتنا السفن التجارية نحو الموانئ البديلة. .
لم تمنعه مشاكله الوزارية من تأليف سلسلة من الكتب المنهجية في فنون الملاحة وفي مشاريع النقل العابر. ووضع أساس الهيئة البحرية العراقية العليا، التي اماتها الوزير الذي جاء بعده. .
وكان له حضوره المتميز في مجلس الوزراء مدافعا عن مشاريع الوزارة في مواجهة القوى التي كانت تناصبه العداء من خارج البصرة، والتي كانت تستعين من وقت لآخر بجوقة المغرضين في البصرة للنيل منه والاساءة اليه. .
ترك كاظم فنجان سجلا حافلا بالانجازات تجدونه الآن في الوزارة، لكنه لم يسلم حتى الآن من وخزات الحاقدين. . .