بقلم : حسن جمعة …
موضوع الجامعات والمدارس والكليات الاهلية ضخم جدا ومعقد وشائك بحيث وصل الامر الى بعض الذين يحملون شهادات عليا كالدكتوراه لا يعرفون من اصول اختصاصهم الا النزر اليسير فدكتور اللغة الانكليزية لا يعرف من الانكليزية شيئا والمهندس لا يعرف ماذا وكيف يخطط حتى وصل بنا الامر الى هذا الحضيض إذ يمثل الفساد بالمؤسسة التربوية والمحاصصة في توزيع المناصب واحدة من أكثر المشاكل التي يعاني منها التعليم الحكومي مما أفرز ظاهرة التعليم الأهلي بشكل قد يهدد مستقبل التعليم الحكومي فيما لو ظل هكذا من دون تطهير ولم يسلم القطاع التربوي من ظاهرة بيع الدرجات الوظيفية على الخريجين وتراوحت أسعار تلك الدرجات ما بين ثمانية آلاف و12 ألف دولار وعمدت المدارس الاهلية إلى سحب الطلبة المتفوقين من المدارس الحكومية بإغرائهم من خلال توفير النقل والإعفاء من الرسوم وصرف راتب شهري لهم لكي ينسب التفوق إلى هذه المدارس وكما هو معروف ان هناك مساعي لشخصيات سياسية وحزبية للاستثمار في المدارس الأهلية والتشجيع عليها من دون الالتفات إلى مشاكل التعليم الحكومي وغياب البيئة الآمنة للكوادر التربوية والتعليمية، ومنذ سنوات طويلة لم تتمكن وزارة التربية من إيجاد حلول للمدارس التي تشهد دواما ثلاثيا في بنايات المدارس بسبب فشل وتلكؤ الشركات المنفذة لمشاريع المدارس وتقدر بالآلاف ففي ذي قار أكثر من مئة مدرسة حكومية طينية كما أن مباني المدارس الحكومية تقوم بالدوام الثلاثي فالمحافظة تحتاج فعليا إلى ما يقارب ألف مدرسة..والمدارس الأهلية تسعى للربح فقط ووصل بنا الامر الى التدني في مستوى التعليم وتراجع مخيف أمام الجامعات والكليات العالمية بعدما كنا نمتلك الريادة في التعليم.. ألا يكفينا ما نحن فيه حتى نبيع النجاح بهكذا ثمن بخس؟ ألا تعسا لكم أيها المجرمون .