بقلم : هادي جلو مرعي …
يروق لي كثيرا عد عبد الرحمن منيف من كبار روائيي العالم، وعلى الأقل الذين قرأت لهم مولعا بالرواية كفن أدبي راق. الرواية تمنحك المزيد من الهدايا، فهي ليست فلسفة، وليست دينا، وليست تاريخا، وليست جغرافيا، وليست منطقا، وليست كيمياء ولافيزياء ولاهندسة، وليست سحرا، وليست جنسا، وليست غراما يقود الى الخطايا، أو يقود الى التهلكة، أو يقود الى الصفاء، هي كل ذلك في النهاية، وتمنحك كل ذلك دون أن تطلب مقابلا منك..
واحدة من روايات عبد الرحمن منيف (الأشجار وإغتيال مرزوق) نجحت في ترويضي مثل اي قاريء لايغريه أي شيء، وينتظر مايغريه ليقرأه بإختيار كامل، لكنني أفضل عليها (النهايات) و (مدن الملح) وربما روايات أخرى لم أعد أتذكرها، وقد أستغرب أنه كتب (قصة حب مجوسية) فكأنه أكره عليها، وليست معبرة عن إبداعه، فهي ضعيفة للغاية خاصة حين يكون العنوان مثيرا ولافتا، بينما المتن باردا خافتا، لايغري أحدا بالإستمرار في القراءة.
هل يمكن أن تتحول الأمور، وبهذه الدرجة من الإثارة المفزعة، فنجد إننا في مواجهة مخاطر حقيقية تمس وجودنا وإنسانيتنا، ونأخذ بتسطير الإحتمالات، ويتحكم فينا مفسرو النبوءات الذين يسخرون منا، ويجمعون الكثير من النقود، بينما ننشغل بتناقل سفاهاتهم، وربما دعونا لهم بالخير العميم، فهم يبعثرون حياتنا بالأساطير والأكاذيب والزيف، ونتحول في عهدتهم الى مجموعات من السذج، بينما يحترق الكوكب، وترتفع درجات الحرارة فيه، وتتزايد أحجام المخاطر الناتجة عن العواصف والأعاصير والهزات الأرضية والبراكين والفيضانات المدمرة، عدا عن الإستهلاك المدمر للمزروعات، والإستخدام غير العقلاني للمحروقات التي تسبب زيادة في نسبة الغازات السامة، وسواها من ممارسات بش