بقلم : حسن المياح …
المواطنون يتساءلون في هدوء .. وفي جنون .. ويتلاومون .. ويقولون .. محافظتنا نحن من تكون … وأنا أردد معهم محافظتي أنا من تكون ، وأين تكون ، وهل تكون … لا أصدق … أنه همس جنون … وهل أصدق أن محافظتي في أمن وأمان ، وعز وكرامة ، وثراء ونعمة ، وصلاح ومحبة ، ولم تسرق ثرواتها ولم تنهب من قبل المسؤولين … لا أظن … بل لا أعتقد … لأنهم هم المتسلطون .. وهم الفاسدون .. وهم الذين يزعمون أنهم السياسيون المسؤولون المحافظون … وهم الأمانة والنزاهة يدعون .. وهم يعلمون أنهم السارقون .. وأنهم الناهبون ….. ؟؟؟ !!!
ولو عرضت عليهم — وقد عرضت حقآ — أنكم ستكونون في مناصب أعلى ، وأرفع ، وأرقى ، وأوجه ، وأكبر مسؤولية ، وأوسع إهتمام ، وأبلغ شأنآ مسؤولية وظيفة وتكليف ، وأكثر ثروات ومنح وإمتيازات وطرق إلتواء وأبلقات ومنحنيات وإستفادات ومديحيسات … فهم يرفضون .. ولا يقبلون …. أتدري لماذا …. ؟ لأنهم هناك في المنصب الأعلى سيضيعون .. ويراقبون .. ويمنعون .. ويحرمون .. والعيون المراقبة والمتابعة والمفتوحة والمنافسة والمتنمرة التي تحاول أن تستأسد وتفترس عليهم فاحصة .. متابعة .. ، مدققة .. واجفة .. ، غاضبة ..، حانقة .. ومن وراءها الأحزاب المتوحشة المفترسة القاتلة الآكلة اللاهمة اللاغفة …. ، كعيون الصقور لما تنقض على الفريسة … فلا تسأل عن كيف هو حال نظرها … لا تسأل .. أن نظر وحداقة الصقر ودقة إفتراسه .. كل هذه عنها لا تسأل .. ولا تفكر .. أنها أكيدآ في حدة ، وفي شدة ، وفي قوة ، وهي الصقور الجائعة المتأهبة للإنقضاض والإقتناص والخطف والإستحواذ والإمتلاك ،،.. وهي عالية الطاقة والنفوذ ، وأنها شديدة البأش ، وهي لها ركن شديد اليه تستند ….. ، وهم المنافسون الأعداء الأجلاف الموتورون .. فيما هي الطريقة للإقلاع والتجريد والإستحواذ يفكرون .. ويبصرون .. ومن بعد كل هذا … أن اللقمة — منصب مسؤولية عليا في محافظتي — دسمة ، وفي أمن وأمان ، وسلطان وهيلمان ، وهم السياسيون المسؤولون عنها لا يسألون … ولذلك هم طغاة دكتاتورية ، أحرار ، يتصرفون … وهم يشعرون .. ويحسبون أنهم مالكون … وليس هم الموظفون المكلفون مسؤولية أداة خدمة براتب معلوم ……
والمواطن المحروم ، المألوم ، الموجوع ، لا زال يسأل عن محافظته من تكون …. ؟؟؟
محافظتك أصبحت خرابآ يبابآ ، أطلالآ جرداء هياكلآ ، يعتصرها الألم والأوجاع .. وتحن الى ما كانت عليه .. من حضارة ومدنية ، وراحة بال وزهو ، وثراء وبساطة عيش ، ولا فقير فيها معوز محتاج يستجدي .. لأن الحاكم الذي كان عليها .. موظفآ .. أمينآ .. نزيهآ .. مؤتمنآ .. مرهونآ .. موثوقآ …. إذن ما السبب في محافظتي على هذا الخراب تكون …
ي والله هكذا المواطنون يتساءلون … أيمكنني أن أسألك لتخبرني وأنا المعذب الموجوع المألوم … لم الحكام الأمناء لا يبقون .. أو على الأقل في المسؤولية أطول يمكثون .. وأكثر مدة يطولون والمسؤولية التي هم عليها أمناء محافظون يزاولون …. ؟؟؟
أجابني هامسآ بخوف وتردد ويتلفت مذعورآ ….. ولكني بكل حدة إرادة ، ورسوخ ضمير حي ، وثبات جأش … جوابه رفضته … وهو المولي المرتعد الجبان الهارب المرتجف الملعون ، وصرخت في وجهه محتدمآ .. قف أيها الرجل الرعديد الممسوس الخائف المجنون .. هل بقى شيء جيدآ وصالحآ ومفيدآ ومأمونآ وعلى حاله هو كائن .. أو يكون ….. حتى تخاف أن ترفع صوتك وتصرخ .. وتجيبني وأنت الهاديء المطمئن اللاجبان المسكون … وتقول لي بكل وضوح وصدق … أن محافظتي قد سرقت ، يا ويلاه …. ، ونهبت ، وا ألماه …. ، وخربت ، وا مصيبتاه …. ، وجردت من ثرواتها ، وا أسفاه …. ، وبقيت أطلالآ باكية … ، ورموز خراب ناحبة … ، وأنها هدم وإندثار .. وأنها فقط بعض الشوارع الفرعية تبلط ، والبعض من الأرصفة تقرنص … ، وهي جميعها في طريقها الى الحفر والقلع والإتلاف ….. وهم المسؤولون الذين هم المكلفون أن يحافظوا لا زالوا يتعاقدون على مشاريع فساد ، وموافقات نهب وسرقات …. ، ويطمعون أكثر مدة في المسؤولية يبقون ، ويمكثون ، وعلى صدور مواطني محافظتي يجثمون .. ويثقلون .. ويضيقون .. ويجوعون .. ويحرمون .. ويظلمون …..
ومواطنو محافظتي يتساءلون عن محافظتهم وينشدون .. ويتفقدون .. ويشمشمون ..ويتحسسون ….. ولا شيء خيرآ وصالحآ يجدون .. أو عنه يسمعون … محافظتنا أطلالآ باتت … يا شعبي هل تعلمون … لا ماء حلو يشربون .. ولا كهرباء أربعآ وعشرين ساعة يتمتعون — وأنا أكتب هذا المقال والكهرباء في إجازة عاطلة وفي إنطفاء مستمر ، ولمدة ثلاثة أيام ، لأن الجو ( شرجي ) .. ولا صحة ولا دواء ولا أسرة مرضى جاهزة يجدون .. ولا تعليم ، ولا خدمات ، ولا أمن ، ولا فرص عمل للشباب والعاملين ، ولا تعيينات ، ولا إعطاء حقوق تعويض ، ولا ، ولا ، ولا …. هكذا هم يولولون ….
ي والله هذا هو حالهم ، أنهم يدردمون ويولولون … وفي كثير من الأحاديث الجوفاء الفارغة ينشغلون .. وبهم ، وغم ، وحرقة قلب ، وتصلب شرايين يتسامرون ……
وأنا أصر ، وألح ، وأؤكد ، وأصابر ، وأجالد ، وأسأل عن محافظتي الحبيبة ، الجميلة ، العزيزة ، الغالية على قلبي .. ، من تكون … ؟؟؟
وحقيقة أن لله في خلقه شؤون … وهم أكثرهم ، وأغلبهم المغفلون … وقليل من عبادي الذي يعي … ويفكر … ويفهم … ويتأمل … ويتدبر … ويشكرون …
حسن المياح – البصرة .