بقلم : حسن المياح …
العراق بلد غني ، فيه الكثير من الكنوز ، وهو قد أصبح بعد عام ٢٠٠٣م بنكآ ضخمآ من حيث الثروات النقدية والموجودات الغالية الثمينة النفيسة ، وهذا البنك مفتوح لم توصد أبوابه ، ولا حراسة عليه ، ولم يصن أو يحفظ ما فيه ، وهو مباح لأي يد أثيمة أن تمتد اليه وتغرف ما تريد من أموال وموجودات ، وذخائر ومحسوسات ، لأن المال السائب يعلم الناس للحرام …. فكيف الحال إذا كانوا — ما يسمون القادة تجوزآ ، والرعاة تلطفآ ومسامحة — هم ذا إختصاص لصوصية ، وممارسة نهب ، وخبرة سرقات …. وأنهم بلطجية قتلة ، إرهابيون متمرسون ، ذوو سوابق مؤكدة دالة …….. ، فإقرأ على العراق السلام ، والمجاعة ، واللاأمان ……
وأنهم يتفقون على الصفقات نهبآ وتوزيعآ وسرقات … ، وأنهم يختلفون متى ما يتلاعب بالحصص ويعبث بالمالات ، ولم ينفكوا حتى ترجع الى نصابها ، وأن منهم من لا يفكر بتمسك عقيدة لأنهم طلقوها ، وبانوا عنها ، ولم يراجعوها ، لا في مدتها ، ولا في خارجها بعقد جديد بعد توبة ندم ، ولم يفكروا ساعة التوزيع فيها …. ، ومنهم من لا يرعى الى الوطنية سبيلآ ولا إحترامآ ولا تقديرآ ….
البلد الذي يحترم نفسه ، يكون مقدرآ ومحترمأ من باقي دول العالم ، وخاصة إذا كان عضوآ في هيئة الأمم المتحدة ، كما هو العراق عضو … ، ولا يكون هذا التقدير والإحترام إلا إذا قادته سياسة حكيمة مفتوحة واعية ، تضع الأمور في مواضعها ، وتزن المقادير بما هو من جنس ميزانها … وإلا فالفوضى والهرج والمرج هي التي تسود وتسيطر ، وتقود وتعبث ، ويكون البلد في حيص بيص . وهذا هو العراق الآن في حاله الحاضر ، وما هو عليه من وجود بلد … ، ولا أقول دولة ، ولا أقنع بالدولة العنيقة لأنها هي حقيقة عصابة مجرمة ظالمة قاتلة إرهابية سارقة ناهبة ، ولا اللادولة التي هي تعبير حذلقة وإلتفاف عما هو تفكك وحلل ، وتسيب وفوضى ….. وربما يستغرب من عدم ذكر عنوان الدولة على العراق الآن ، والسبب هو عدم وجود مقومات الدولة ، ولا أساس سلطان قيادة سياسية تسوس الشعب ، وتتعامل على أساس الدستور والقوانين والتشريعات ….. وعنوان الشيء لما تسلب منه أساسيات تكوينه وتركيباته ، لا يسمى ، ولا يطلق عليه عنوانآ …. ويبقى — كما هو — شيئا ما ضبابيآ غامضآ مجهولآ متروكآ مهانآ …
العراق أصبح ضيعة ضائعة ، وسفينة شاطحة جانحة شالهة ، وهو الى النهب والسلب والسرقات أقرب منه من إتباع قوانين دولة وتأسيس تشريعات حاكمة نافذة ، ما دام الرعاة الذين يسمون أنفسهم قادة هم عصابات قوامها البلطجة والعنف والإرهاب والقتل ، وأنهم مجموعات نهب وسلب ، وأنهم تحزبات سرقات ، وأنهم شرذمة لصوص قطاع طرق وصعاليك من أردأ نوع يعرفه ويشهده التاريخ ….. . والمغول الغزاة هم أفضل وضع حال منهم ، ويمكنك أن تلمس بعض الرحمة والعفو منهم ، وهم الغزاة الأجلاف القساة الغلاظ ، الذين لا يرعون إلآ ولا ذمة ….. وكيف لا يقتفون هؤلاء ما يسمون أنفسهم “” بالساسة “” ، وهم الصدفة الفلتة ، الخطفة الغفلة ، من بعد عام ٢٠٠٣م في العراق . وهم الحفاة العراة ، المتسولون المنبوذون بما نبذوا هم أنفسهم عقيدتهم التي كانوا بها يؤمنون ، وأركنوها على الرفوف ، متى يتطلب ويستوجب منهم إستعمالها ، فإنهم اليها يهرعون … وتخلوا عن الوطنية خلوة مجافاة بما للعمالة من سوق رائجة ، وبما أن اللصوصية هي المهنة المتوافرة الرائجة …. فعلى م لا يكونوا عملاءآ لصوصآ ، وعصاة مجرمين ، لما يخلو لهم الجو ويصفر ، ولما تتهيأ لهم الفرصة وتسنح ، وهم الخمص البطون جوعآ وحرمانآ وتسولآ في البلدان والطرقات ، لما كانوا فارين هاربين من ظلم الطاغية المجرم الحاكم المقبور صدام العوجة الظالم ، المقبوض عليه في حفرة مستنقعات الجرذان والفئران النائم …. فذلوا وأذلوا ، وضعفوا وإستكانوا ، وهانوا ولانوا ، وغيروا وبدلوا ، ومن بعد كل هذا الآن جاءوا ليعوضوا ما فات من جبن وهروب ، وضعف ونضوب ، وهزيمة وفرار ، وجوع وحرمان ، ويظهروا بمظهر الحكام الطغاة المتسلطين الذين يظلموا ….. ، وعلى أساس هذا ، تشكلوا على هيئة عصابات ومجموعات بلطجة ، بعد ما إستوظفوا ، ورتبوا ، ودربوا ، عملاءأ على درجات ومراتب ، وأصناف ووجودات ، وهم الى اللصوصية والنهب والقتل والإرهاب أقرب وأءكد منهم الى السياسة في قيادة البلاد …… فمن أين يا شعب العراق تتأمل أن تكون وينظر اليك على أنك شعب محترم مقدر بما لك من دولة ، وأن الذي يقود مسيرتك قائد مؤمن وطني عزيز كريم ….. ؟؟؟ وربك الله سبحانه وتعالى يخبرك “” أن الذي خبث لا يخرج إلا نكدآ “” …
فماذا بعد — يا شعب العراق — تنتظر وتترجى ، فهل أنت عازم ذو إرادة وشجاعة ووعي فاعل أن تصحو وتستفيق من سباتك الطويل الجاثم على عقلك وقلبك ، وعضلاتك وتفكيرك ، وإرادتك ووعيك ، وضميرك ووجدانك ….. ، أم أنت تبقى أنت المستحمر النائم ، المخدر الجامد ، الغافل المتواكل …… ؟؟؟
حسن المياح – البصرة .