بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
كم تمنيت ان تتكلم الوزارات بالارقام حتى نتأكد من مصداقيتها عندما تتحدث معنا عن نجاحاتها الوهمية، وكم تمنيت ان يتحاور معنا الوزراء مباشرة بدلا من تحشيد جيوشهم الالكترونية للتمويه على مؤشرات فشلهم في الأداء. .
وكم تمنيت ان يتدخل الجهاز المركزي للاحصاء في وزارة التخطيط ليقدموا لنا مقارنة رقمية يستعرضون فيها مسارات الخطوط البيانية للمدة من عام ٢٠٠٣ وحتى نهاية عام ٢٠٢١. .
خذ على سبيل المثال وزارة النقل التي حققت اعلى ايراداتها في الموانئ والخطوط الجوية والنقل البحري والنقل الخاص للمدة من شهر آب عام ٢٠١٦ ولغاية آب ٢٠١٨، وهي المدة التي تعاظمت فيها الإيرادات، وارتفعت فيها الحوافز المالية، وتزايدت الأرباح، وتحسنت المخصصات المالية، ومازلنا نحتفظ بسجلات النجاح، التي لابد من مقارنتها الآن بسجلات الفشل على يد الذين جاءوا بعدنا. .
وقديما قال ابو تمام:-
السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ.
في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ.
فما أحوجنا اليوم الى لغة الأرقام التي هي أصدق أنباءً من لغة التهريج والتمويه والتشويش والثرثرة. .
وهذا الميدان يا حمدان. .