بقلم : أياد السماوي …
قبل الحديث عن تقرير ممثل الأمين العام للأمم المتحدّة في العراق ( جنين بلاسخارت ) الذي قدّمته يوم أمس 23 / 11 / 2021 إلى مجلس الأمن الدولي , وما تقوم به هذه السيدة الهولندية من أعمال تجاوزت مهامها وصلاحياتها في العراق , لا بدّ لنا أن نضع القارئ الكريم على مهام وعمل بعثة الأمم الأمم المتحدّة في العراق ( يونامي ) بموجب قرارات الأمم المتحدّة الخاصّة بعمل البعثة في العراق .. فبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) هي بعثةٌ سياسيةٌ خاصةٌ تأسست في عام 2003 بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم ( 1500 ) ، بناءً على طلبِ من حكومة العراق . وقد اضطلعت البعثة بمهامها منذ ذلك الحين ، وتوسّعَ دورُها بشكلٍ كبيرٍ في عام 2007 بموجب القرار رقم ( 1770 ) .. ويتمثل تفويض ( يونامي ) بمنح الأولوية لتقديم المشورة والدعم والمساعدة إلى حكومة وشعب العراق بشأن تعزيز الحوار السياسي الشامل والمصالحة الوطنية والمجتمعية بين مكوّناته , ومساعدة الحكومة العراقية في العملية الانتخابية , وتيسير الحوار الإقليمي بين العراق وجيرانه وتعزيز حماية حقوق الإنسان والإصلاح القضائي والقانوني .. ومن هنا فإنّ دور بعثة الأمم المتحدّة في العراق ينحصر بتقديم المشورة والدعم والمساعدة إلى حكومة وشعب العراق ولا غير ذلك , وليس التدّخل في الشؤون السياسية العراقية ومحاولة فرض وصاية دوليّة على العراق من قبل مجلس الأمن الدولي .. ومساعدة العراق في العملية الانتخابية هو تقديم الدعم والمشورة والمساعدة فقط إلى المفوضية المستقلّة العليا للانتخابات لإجراء انتخابات نزيهة وعادلة وشّفافة ..
في 4 / 10 / 2021 صرّحت جنين بلاسخارت إلى وسائل الإعلام قائلة ( أنّ مهمّة بعثة الأمم المتحدة مراقبة الانتخابات وتقديم النصح والمشورة وليس الإشراف عليها ، مشيرة إلى أنّ مراقبي الانتخابات التابعين للأمم المتحدة سينتشرون في جميع مدن العراق ) .. وأضافت ( نركز جهودنا لتحظى الانتخابات العراقية بأعلى مستوى من النزاهة والسلامة ، وأنّه ليس من مسؤولية الأمم المتحدة المصادقة على نتائج الانتخابات لأنها مسؤولية العراقيين ممثلين بمفوضية الانتخابات والمحكمة الاتحادية العليا ) .. فإذا كانت المصادقة على نتائج الانتخابات هي مسؤولية العراقيين , فكيف لها أن تتدّخل وتطالب بالمصادقة على النتائج النهائية عاجلا وليس آجلا ؟ ثمّ هل أنّ مهام بعثة الأمم المتحدّة في العراق التشكيك بالطعون التي اطلّعت عليها السيدة رئيس البعثة في لقاءاتها المتكررة مع قادة الأطار التنسيقي وتصويرها على أنّها محاولات غير مشروعة تهدف إلى إطالة أو نزع مصداقية عملية إعلان نتائج الانتخابات ؟ وهل توّفرت لدى السيدة بلاسخارت ادلّة قاطعة على حصول عملية اغتيال لرئيس الوزراء لتقوم بربطها بعملية التظاهرات والاعتصامات التي اندلعت ردّا على عملية التزوير الممنهج الذي جرى في هذه الانتخابات ؟ وهل كانت أعمال التشرينيون خلال اندلاع تظاهرات 2019 والتي دعمتها السيدة بلاسخارت وكانت تزورهم وتلتقي بهم قانونية وشرعية ؟ وهل ما تمّ عرضه من ادلّة دامغة وقاطعة على حصول عمليات تزوير ممنهج لهذه الانتخابات , هو تضليل واتهامات لا أساس لها ؟ ثمّ ما الذي غيّر موقف السيدة بلاسخارت بعد لقاءها قادة الأطار التنسيقي وتعهدها لهم بإدراج طعونهم في تقريرها الذي ستقدّمه لمجلس الأمن ؟ .. أقول للسيدة بلاسخارت .. أنت جزء من المؤامرة على شعب العراق ونظامه السياسي القائم , واستمرار وجودك في العراق أصبح بحد ذاته جزء من المشكلة وليس جزء من الحل ..
أياد السماوي
في 24 / 11 / 2019