بقلم : حسن المياح …
البوري — الصاعق الصاقع ، الضارب الصامط ، اللافخ اللافح — المعدل المرصرص كتلة حديد ، إذا نزل على الهامة ليفلقها ، ويفطرها ، ويجعل فيها فتحة تمهد اليه الطريق ليصل الى اليافوخ ، فإنه يعدل الشوف ، ويرشد الى التوازن . ويقضي على همبلة التصريحات النارية ، ويلطف الجو السياسي بتقديم تنازلات ، وسحب تجمعات التظاهرات ، ويبعث على القبول الخانع لما يقدم اليهم من صدقات تعويضآ لضياع وتضييع الأصوات ، وجبرآ للخاطر ، وحفظ ما يمكن حفظه من ماء وجه ، إن كان قد تبقى في الوجه من ماء ، ويؤسف على ما ولى وفات ، ويسبب طحيرآ مؤلمآ موجعآ يقض المضجع ، ويلهب العقل إشتعال التفكير سعيرآ تتطافر منه شظايا النار الملتهبة المحرقة ، ويكون حاله كحال من فقد عزيزآ ، وهذا العزيز هو الحبيب المثمر المغدق ، ويبدأ اللوم يحفر في القلب كالبوكلاين الذي ينهب الأرض الهشة السهلة الرخوة أعماق حفر وضرب ونقر ، تألمآ ووجعآ وتفكيرآ سلبآ على ما أصيب به من خسارة وفشل …… ، ويتلاومون ، وينوحون نياح الثكلى الآيسة المحزونة التي أخذ واحدها من حضنها بقوة زخم وكثرة عدد أصوات إنتخابية ….. وتعسآ لمن أدخله بطنه النار ….
وطوبى لمن عمل عملآ حسنآ صالحآ فأتقنه ، ونال الثواب ، وتمكن من كسب رضا الله سبحانه وتعالى ….. وهكذا دواليك تكون سنن الحياة حاكمة جارية ، فارضة قاهرة ، رافعة الى ثراء وترف ، وخافضة الى نضوب وتحسر وتلف …..
ولات حين مندم على ما فات ….. فلا تولول … ولا نواح …. ولا ثغيب … ولا صياح …
وتلك الأيام نداولها بين الناس …. إختبارآ وتمحيصآ ، وإمتحانآ وتجريبآ ، لنعلم الخاسر الفاشل المنكسر من الفائز الفالح الجابر ……
ويوم اليك فلا تبطر فيه ، وقد بطرتم ….. ويوم عليك وما عليكم إلا الصبر على الألم والتألم ، وتحمل الخسارة ، والإقرار بالفشل ، لأنكم لم تقرأوا التاريخ بوعي وإنفتاح ذهن وتدبر ، وتفهموا أخبار غابر الأيام السوابق والسوالف من سبقكم ، وتزدادوا منهم خبرة وتجربة ، وتلهموا منهم كيف يكون النجاح والفلاح ، وتستوحوا ما ينفعكم يوم تسلطتم وحكمتم ….. والتاريخ لا يرحم من هفا هفوة ، أو كبا كبوة ، من إنسان كريم ، وجواد صهيل …… وكلا اليومين سينتهي ، ويذهب ، ويتلاشى ، وينحسر …..
ولا أدري هل سيبقى الفتح على ما هو عليه من فتح وفتوح وإنفتاحات وضم وإنضمامات ولواذات ، أم أنه سيتحول الى غلق وإقفال وقفول وإنقفالات ونزوح وهروبات وخرطات وآنخراطات ….. وهل سيبقى التنسيقي تنسيقيآ وإجتماع تحاورات وتوافقات وتوزيع حصص مثلومات ترضية صدقات من الكعكات والكيكات ، أو أنه سينقلب الى تفسيقي وتفصيخي ، وإنخراطات وإنعزالات ، وتفرقات وإختلافات ، وإنسحابات ومع الغير الضد النوعي السياسي تنافس تشكيل حكومة جديدة دسمة الكيكة إندماجات وخضوعات وخنوعات من أجل إستجداء كسب وجذب الصدقات ، والتوافه المعزولات من العطاءات …..
وهل سيولي وينقضي وينتهي عهد الهمبلات الفاشوشية المرتخيات من التصريحات ، وزمن التلويحات والغمزات والهمزات واللمزات والقشمرات والإستهتارات من التوعدات والتهديدات …… ولا يخفى أن السياسة التي هي المرأة الهلوع الخلوع اللهلوب ، المتقلبة اللعوب ، الراقصة التعوب ، البادية الأرداف إستواءآ وعلى المقلوب ، لها كل يوم حفلة رقصة طروب ، وموجة لهب نهب وهبوب ، وقصة مصلحة دومآ حلوب ، وضرع يدر الأرباح والفوائد لا يعرف النضوب ، والأغبياء وأنصاف السياسيين والغمان والطرمان في سلب ومسخرة وهوان ومضحكة وسخرية وسلوب …..
ولكل فترة زمنية في العراق ولا بد من حكم صعلكة قائمة على أساس نوع بلطجة …….
وهل ينبيء القادم بشيء جديد ….. ؟؟؟ الله سبحانه وتعالى هو العالم الوحيد الأحد ……
حسن المياح – البصرة .