بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
شتان بين الذين يعانون من عقدة الدونية، وبين الغارقين في مستنقعات النذالة، فبعض هؤلاء اختاروا لأنفسهم ان يكونوا ذيولاً للآخرين مقابل حفنة من الدولارات.
وأحيانا لا يستطيعون التنفس الا تحت نعال الذي دأب على توبيخهم وإهانتهم. وهم بهذا الوضع المشين على أتم الاستعداد لتشويه صورة أقرب الناس إليهم لكي يرضوا غريزتهم الدونية. ولنا مع هؤلاء مواقف تثير العجب، من هذه المواقف أذكر انني كنت اتحدث مع إعلامي معروف يعمل في قناة محلية حول المواقف العدوانية لبعض القنوات العراقية التي تبث برامجها من الخارج، ولم تمض بضعة ساعات حتى نشرت تلك القناة حديثي معه بالحرف الواحد، بعد حذف صوته، وكان واضحاً انه قام بتسجيل حديثي وأرسله إليها حتى ينال منهم نوط الانحطاط الواطي. .
وأذكر أيضا انني كنت في ضيافة لجنة الخدمات النيابية للتحاور حول أداء بعض تشكيلات وزارة النقل، فتطوع أحد النواب لاستدعاء مراسل ومصور احدى القنوات لكي يفوز بالتقاط مقاطع قد يفبركها لتشويه صورتي، فتدخلت الدكتورة (صباح التميمي) وسحبت الرقاقة الالكترونية من كاميرة المراسل وهشمتها على الفور. .
وأذكر أيضا انني تعرضت للاغماء اثناء تجوالي في الواجهات الساحلية لميناء الفاو، فتطوع احدهم لالتقاط صورتي وانا بهذه الوضع، ولم تمص بضعة ساعات حتى انتشر الخبر في الفضائيات العراقية المدمنة على هذه السوالف. .
وفي عام 2019 كنت من ضمن المدعويين لمعرض الكتاب الدولي في الشارقة، وكان لابد من القيام بجولة استطلاعية بين اجنحة المعرض، فالتقيت أحد العراقيين، وعلمت منه انه يعمل في احدى دور النشر المشاركة في المعرض، فتحدثت معه عن امكانية طبع كتابي الجديد (ما وراء الأفق)، ثم سجلت رقم هاتفه، وسألته قبل ان اودعه فيما اذا كان بحاجة للمساعدة، لكنني فوجئت بعد نصف ساعة فقط، انه نشر صورتي معه، وكتب تحتها تعليقا جاء فيه: (انظروا الى هذا النائب الذي ترك هموم العراقيين وراء ظهرة وجاء ليتسكع في الشارقة)، وكان من الطبيعي ان تُثار زوبعة من الشتائم واللعنات، فعدت أدراجي إلى المعرض، ووجدته هناك، وقلت له: أما آن الأوان ان تتصرفون مثل الأوادم ؟، الا ترى تحضر الناس من حولك، لقد تحدث معك مثلما يتحدث معك والدك، وعرضت عليك طباعة كتابي، وها انت تسلك السلوك المشين لكي تشوه صورتي بطريقة دنيئة. .
ختاماً نقولها بحسرة: ما أكثر المواقف التي شارك فيها أصحاب الوجوه الزئبقية لتشويه صورة أبناء جلدتهم إرضاءً لأولياء نعمتهم، أو تزلفاً للغير طمعاً بالمال أو الفوز بالعفاريم فقط. .