بقلم : أياد السماوي …
بسم الله الرحمن الرحيم .. مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا …………………….. صدق الله العلي العظيم
في الساعة الأولى من فجر الثالث من كانون الثاني قبل عامين , نفذّت الولايات المتحدّة الأمريكية غارة جوّية على موكب نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي جمال جعفر آل إبراهيم وضيف العراق قاسم سليماني بواسطة طائرتين مسيرتين على طريق مطار بغداد الدولي , حيث قتلت في هذه الغارة الشهيدين جمال جعفر وقاسم سليماني وكلّ من كان معهم من المرافقين , وبعد أقل من ساعة من وقوع جريمة العصر أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر تغريدة له على حسابه في منصّة تويتر أنّ ( الجيش الأميركي قتل سليماني بتوجيهات مني ) , كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون في بيان لها بعد الضربة مباشرة ( أن الجيش الأمريكي قتل اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وذلك بتوجيه من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ) .. بمعنى أنّ الفاعل في هذه الجريمة التي هزّت أركان السماوات والأرض ليس جهة مجهولة , وإنما هو الجيش الأمريكي وبتوجيه من رئيس الولايات المتحدّة الأمريكية دونالد ترامب .. بينما خلية الإعلام الأمني وبعد دقائق معدودة من وقوع الجريمة تعلن عن ( سقوط 3 صواريخ كاتيوشا على مطار بغداد الدولي قرب صالة الشحن الجوي إدّى إلى احتراق عجلتين اثنين وإصابة عدد من المواطنين ) , مما يدّل أن بيان خلية الإعلام الأمني كان معدّا سلفا قبل وقوع الجريمة من قبل جهة ما دفعت بهذا التصريح إلى خلية الإعلام الحربي ..
وبالرغم من مرور سنتين على جريمة العصر , لا زال الغموض يحيط بالكثير من تفاصيل هذه الجريمة , خصوصا تلك التفاصيل التي تتعلّق بدور جهاز المخابرات الوطني العراقي ودور قيادة العمليات المشتركة في السماح لطائرات التحالف الدولي بالتحليق في سماء العاصمة بغداد وموقف قوات الدفاع الجوي والقيادة العامة للقوات المسلّحة خصوصا أنّها على علم بتحليق هذه الطائرات في سماء بغداد قبل 24 ساعة من وقوع الجريمة ؟؟ وما حقيقة الأخبار التي تحدّثت عن وجود رئيس جهاز المخابرات الوطني مصطفى الكاظمي على مقربة من مكان الجريمة ووصوله إلى مكان الجريمة بعد دقائق من وقوعها ؟؟ وما هي نتائج التحقيق التي قام بها القضاء العراقي وأين وصلت هذه النتائج ؟؟ وإذا كانت الولايات المتحدّة الأمريكية قد انتهكت سيادة العراق ونفذّت جريمتها على أرض عراقية , فلماذا تقاعست الحكومة العراقية بتقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ؟؟ ولماذا لم تقدم الحكومة العراقية على طرد السفير الأمريكي وتقليص عدد العاملين في السفارة بعد أن تيّقنت الحكومة العراقية بأن السفير الأمريكي في بغداد كان على علم ودراية مسبقة بتفاصيل هذه الجريمة ؟؟ ألم يكن الشهيد قاسم سليماني قد حضر إلى بغداد بناء على دعوة من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ؟؟ فما الذي فعله عبد المهدي بعد قتل ضيفه قاسم سليماني على طريق مطار بغداد الدولي ؟؟ أهذا هو ردّ الجميل لإيران وقاسم سليماني الذي منع سقوط بغداد وأربيل بيد داعش ؟؟ وبما أنّ هنالك شبهة بتوّرط رئيس جهاز المخابرات ورئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي بجريمة قتل قاسم سليماني وجمال المهندس , فهل سيصدر القضاء العراقي قرارا بمنع سفر الكاظمي إلى خارج العراق هو وكلّ المشتبه بهم بالتوّرط في هذه الجريمة ؟؟ .. والله وبالله وتالله لو كنت في موقع رئيس مجلس القضاء الأعلى لأصدرت قرارا بمنع السفر والتحّفظ على كلّ من .. رئيس الوزاء السابق عادل عبد المهدي ورئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي ومدير العمليات في جهاز المخابرات وقائدي العمليات المشتركة والدفاع الجوي ..
أياد السماوي
في 03 / 01 / 2022