بقلم : حسن المياح …
الخدمة الإلزامية تكون ستة أشهر بحقيقة وواقع تدريب بدني رياضي ، وعلى السلاح . وبعدها يخير المتدرب أما أن يتطوع فيحترف العسكرية مهنة ، أو أنه لا يرغب ، فيتسرح ، لأن الخدمة الأكثر من ستة أشهر ، تكون خدمة ضابط وآمر ومسؤول ؛ وليس خدمة وطن ، كما هو شأنها وهدفها وغايتها ….. وهذا ما عشناه ، وجربناه في عهد الطغيان البعثي العفلقي ، والطاغوت الصدامي الدكتاتور …. لذلك لا نريد طاغوتآ جديدآ من خلال الخدمة العسكرية الإلزامية ( المكلفية ) ، أن تكون بداية شروع تسلط طغيان ، ومشروع إمتهان ….. ولا داعي للعقوبة أن تتضاعف لمن يرفض أو يتخلف أو يسيء التصرف في مواصلة الحضور والدوام ، وما الى ذلك من متطلبات الخدمة العسكرية الإلزامية ، وتكون أكثر قسوة من الجرم نفسه ، إن كان هناك نوعآ من الإجرام ….والقناعة هي أساس أداء الواجي على خط إستقامة النظام والإنتظام …… وعلى أن تتوفر كل مستلزمات الحاجة البشرية الإنسانية لما يؤدي واجبآ وطنيآ ، من راتب وطعام وملبس وسكن وإحترام ، وما الى ذلك من ضروريات العيش الوظيفي الكريم ….
ومسألة الخدمة العسكرية الإلزامية لما تكون واجبآ على الفرد المواطن العراقي ، فيجب مقابل أداء هذا الواجب ، أن تكون للفرد العسكري المواطن العراقي حقوق معلومة ، معلنة ، مصانة ، محفوظة ، معترف بها ، ولا يتوانى أو يتأخر أو يسوف عطاؤها وتقديمها وتوفيرها ، بأي حجة من الحجج ، وأي سبب من الأسباب …..
نقاوة الخدمة العسكرية الإلزامية ووطنيتها وخلوصها وصدق مشروعها ودقة شرعيتها ، من صفاء هدفية تشريعها ، وحكمة غاية قوانينها ، ومشروعية وملائمة تطبيقات تعليماتها ، وما لها من إلتزامات تخص العسكرية والكرامة الإنسانية لمن يؤديها ….
بهذا الوعي والإيمان والإعتقاد لمفهوم العسكرية الإلزامية ، يكون أداؤها شرفآ … ،وإعتزازآ … ، وفخرآ … ، ومفخرة … ، وإستعلاء أداء نشاط وطني … ، القصد منه حماية وحفظ العراق الوطن ….
وإلا فهي إستعباد بشري وخضوع سلبي لطاقات إنسان مواطن ، وخنوع رجولة وتحويلها الى خناثة وجود إنسان كريم ، وأنها أهانة وجود مواطن عزيز شامخ وجودآ وطنيآ ، وتكريس مهانة مواطن إنسان بسوقه كما يساق القطيع من المواشي والأغنام ، وتصبح حضيرة التدريب زريبة حيوان ، وربيضة أغنام ، لتناول وإجترار ومضغ الطعام …..
حسن المياح – البصرة .