بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
ذات مساء، لمح غابرييل غارسيا بقرة تتأمل الغسق من أعلى الشرفة الرئاسية في كولمبيا. سخرية ساحرة اعتمد عليها العديد من الأدباء في التعبير عن مواقفهم، وليس هنالك أجمل من الاستعارة التصويرية للشاعر احمد مطر في قصيدة (الثور والحظيرة)، فوجود بهائم في المناصب العليا أمر يبعث على الضحك، وان مثل هذا التهكم الساخر يستفز مشاعرنا نحن العراقيين إزاء منظر قطعان الأغنام والأبقار التي استحوذت على بعض الدرجات الخاصة. حيث تكررت مشاهداتنا لها وهي تتأمل الغسق في شرفات المديريات العامة، ولم تجد مطارداتنا لها نفعاً، واخطر ما نخشاه الآن ان يصل صدى انتقاداتنا الى أعضاء حزب (بهاراتيا جاناتا) في الهند، الذين قرروا تشكيل الأفواج المسلحة لضمان أمن الأبقار، وما يزيد الطين بلة أن مهمات حماية البقر ارتبطت هناك بممارسات ارهابية في المجتمع الهندي: وتمثلت بالعنف المفرط ضد المسلمين، تقابله في العراق حملات التسقيط ضد كل من يحاول انتقاد هوش المحاصصة وثيرانها الهائجة. .
ففي الهند وقعت حوادث مروعة زعزعت أمن البلاد هناك، وقُتل فتى مسلم كشميري عمره 16 عاما لركوبه شاحنة كانت تنقل ماشية. وربما انتقلت إلينا العدوى، حيث تحصنت حظائر أبقار الادارات العليا بالمسلحين والبصاصين الذين صاروا يتجولون في اروقتها بحثا عن أي موظف قد يهمس في اذن زميله كلمة واحدة ينتقد فيها الثور المحاصصي المسلط على رقابهم. وسوف نحدثكم في مقالة لاحقة عن النماذج المختلفة لهذه الأبقار، لأن البقر تشابه علينا. . .